اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 175
خوارزمشاه شاكياً من السلطان طغرل السلجوقي، ويطلب من خوارزمشاه أن يساعده عليه، وأرفق الرسالة بمنشور يقضي بإقطاع خوارزمشاه كل البلاد التي كانت آنذاك تحت نفوذ السلاجقة [1]، فلبى خوارزمشاه رغبة الخليفة العباسي وسار على رأس جيشه لقتال السلطان طغرل، والتقى به قريباً من الري، وذلك بمنتصف عام 590هـ فدارت الدائرة على الجيش السلجوقي وقتل السلطان طغرل [2]، وهكذا زالت الدولة السلجوقية [3].
كان سوء سياسة السلاجقة الداخلية وعدم إيجاد قانون لوراثة العرش يحترمه الجميع، من أهم العوامل التي أدت إلى انحلال دولتهم ثم زوالها، وبذلك وجدها الخوارزميون لقمة سهلة ولم يجدوا صعوبة في ابتلاعها، فورثوا ما كان للسلاجقة من سلطان، على أننا نلاحظ أن النزاع الذي قام بين الخلفاء العباسيين وبين البويهيين والسلاجقة، نلاحظ أن هذا النزاع قد استمر أيضاً بينهم وبين الخوارزميين، وقد استفحل النزاع بين الطرفين، ولم ينته إلا بانتهاء كل من الخوارزميين والخلافة العباسية بعد أن قضى المغول على القوتين الواحدة تلو الأخرى [4].
لقد تضافرت عوامل عديدة في سقوط السلطنة السلجوقية التي مهدت بدورها لسقوط الخلافة العباسية ومن هذه العوامل:
1 - الصراع داخل البيت السلجوقي بين الإخوة والأعمام والأبناء والأحفاد.
2 - تدخل النساء في شئون الحكم.
3 - إذكاء نار الفتنة بين الحكام السلاجقة من قبل بعض الأمراء والوزراء والأتابك.
4 - ضعف الخلفاء العباسيين أمام القوة العسكرية السلجوقية، فلم يتورعوا
عن الاعتراف بشرعية كل من يجلس على عرش السلطنة السلجوقية والخطبة لكل
منتصر قوي [5].
5 - عجز الدولة السلجوقية عن توحيد بلاد الشام ومصر والعراق تحت راية
الخلافة العباسية.
6 - الانقسام الداخلي بين السلاجقة والذي وصل إلى المواجهة العسكرية المستمرة، وهذا ما أنهك قوة السلاجقة حتى انهارت سلطنتهم في العراق. [1] الكامل في التاريخ, نقلاً عن نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 67. [2] دولة آل سلجوق، ص 277، 278. [3] نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 67. [4] الشرق الإسلامي قبيل الغزو المغولي، ص 60. [5] السلاطين في المشرق العربي، ص 50.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 175