responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 173
وحرض وزير الخليفة أبو المظفر يحيى بن هبيرة على تجنيد الأتراك والعامة في بغداد [1]، واستمر القتال بين عساكر السلاجقة، وعساكر بغداد وأهلها إلى أن تفرق المحاصرون وكفوا عن القتال [2]. وبموت السلطان مسعود سنة 547هـ ماتت معه سعادة البيت السلجوقي، فلم يقم له بعده راية يعتد بها ولا يلتفت إليها [3]، فسيطر الخليفة على ما كان للشحنة في بغداد بعد هربه إلى تكريت [4]. وجمع الرجال والعساكر وأكثر التجنيد وأعلن: إنه من تخلف من الجند ولم يحضر الديوان ليدون ويجري على عادته في إقطاعه أبيح دمه وماله [5]، وكان لإعادة تشكيل الجيش العباسي أثر كبير في استعادة هيبة الخلافة وبسط سلطانها على الولايات المحيطة بها، ومناوأة أعدائها، فقد تمكن من تحرير الخلافة من الهيمنة الأجنبية بعد طول سيطرة وخضوع، وبسطت الخلافة سيطرتها على الحلة والكوفة وواسط والبصرة ([6]
وتمكن الجيش من مقاومة الحصار السلجوقي لبغداد بقيادة محمد شاه السلجوقي في سنة 552هـ، وأفشل محاولة دخوله إلى المدينة بعد حصار دام ثلاثة أشهر [7]، وكان انسحابه نهاية لحكم السلاجقة في العراق فلم تنجح كل المحاولات التي قاموا بها بعد ذلك لدخول بغداد [8]، يقول ابن الأثير: الخليفة المقتفي: هو أول من استبد بالعراق منفرداً عن سلطان يكون معه من أول أيام الديلم إلى الآن، وأول خليفة تمكن من الخلافة وحكم على عسكره وأصحابه من حيث تحكم المماليك على الخلفاء [9]. إن عودة هيبة الخلافة ونفوذها وقوتها من العوامل التي ساعدت الزنكيين في محاربة الصليبيين وتحقيق انتصارات كبيرة عليهم، كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى.

عاشراً: نهاية الدولة السلجوقية وزوالها:
زال سلطان السلاجقة في فارس بوفاة آخر سلاطينهم الأقوياء وهو السلطان سنجر عام 552هـ, قال عنه الذهبي, هو السلطان ملك خراسان، معز الدين، سنجر بن السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان بن جغريبك بن ميكائيل بن سلجوق الغُزي التركي السلجوقي

[1] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية، ص 253.
[2] المنتظم (10/ 132،133).
[3] راحة الصدور، ص 254.
[4] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الجيش وتأثيراته، ص 253.
[5] المنتظم (10/ 147) , الجيش وتأثيراته، ص 254.
[6] المنتظم (10/ 170 - 171).
[7] المنتظم (10/ 170 - 171).
[8] الحياة السياسية في العراق في العصر العباسي الأخير، ص 61.
[9] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية, ص 254.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست