responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 164
المؤمنين إلى مقر عزه وتحمل الغاشية بين يديه [1]، كما جرت به عادة السلاطين من قبلنا، ففعل السلطان مسعود جميع ما أمر به وهم فيما هم فيه، إذ هجم سبعة عشر رجلاً من الباطنية على الخليفة وهو في خيمته، فقتلوه وقتلوا معه جماعة من أصحابه [2]، فما شعر بهم العسكر إلا وقد فرغوا من شغلهم فأخذوهم وقتلوهم، فلما وصل الخبر إلى بغداد واشتد ذلك على الناس وخرجوا حفاة مخرقي الثياب والنساء ناشرات الشعور، يلطمن على خدودهن، ويقلن المراثي، لأن المسترشد كان محبباً فيهم [3]، وكانت دولته سبع عشرة سنة وسبعة أشهر وعاش ستاً وأربعين سنة [4].

ثامناً: الخليفة الراشد بالله:
أمير المؤمنين أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن أحمد العباسي، ولد سنة اثنتين وخمسمائة في رمضان، فقيل: ولد بلا مخرج ففتُق له مخرج بآلة من ذهب، وأمه أم ولد خطب له بولاية العهد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، واستخلف في ذي القعدة سنة تسع وعشرين [5]. وقد بايعه الأعيان ببغداد والأمراء، وخطب له على المنابر ببغداد وسائر البلاد [6].
1 - الخلاف بين السلطان مسعود والخليفة الراشد: وقع الخلاف بين الخليفة والسلطان بسبب أنه أرسل إلى الخليفة يطلب منه ما كان كتب له والده المسترشد حين أسره، التزم به بأربعمائة ألف دينار، فامتنع من أداء ذلك وقال: ليس بيننا وبينكم إلا السيف فوقع بينهما الخلاف، فاستجاش السلطان العساكر، واستنهض الخليفة الأمراء وأرسل إلى عماد الدين زنكي فجاء، والتفَّ عليه خلائق، وجاء في عُيون ذلك السلطان داود بن محمود بن محمد بن ملكشاه، فخطب له الخليفة في بغداد وخلع عليه وبايعه على الملك، فتأكدت الوحشة بين السلطان والخليفة جدًا، وبرز الخليفة إلى ظاهر بغداد، ومشى الجيش بين يديه، كما كانوا يعاملون به أباه قبله, وخرج السلطان داود من جانب، فلما بلغهم كثرة جيوش السلطان مسعود حسَّن عماد الدين زنكي للخليفة أن يذهب معه إلى بلاد الموصل واتفق دخول السلطان مسعود إلى بغداد في غيبتهم، فاستحوذ على دار الخلافة بما فيها جميعه، ثم استخلص من نساء الخليفة وحظاياه الحُلِىَّ والمصاغ والثياب التي للزَّينة، وغير ذلك ([7]

[1] الغاشية سرج من أديم مخروزة بالذهب.
[2] أخبار الدول وآثار الأولى (2/ 170).
[3] المصدر نفسه (2/ 170) , النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس، ص 139.
[4] سير أعلام النبلاء (19/ 567).
[5] سير أعلام النبلاء, (19/ 569).
[6] سير أعلام النبلاء, (19/ 569).
[7] المصدر نفسه (16/ 309).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست