responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 165
وهذا ظلم وعسف وجور.
2 - عزل الخليفة الراشد: جمع السلطان مسعود القضاة والفقهاء وأبرز لهم خط الراشد أنه متى خرج من بغداد لقتال السلطان فقد خلع نفسه من الخلافة فأفتى الفقهاء بخلعه، فخُلع في يوم الإثنين سادس عشر من شهر ذي القعدة بحُكم الحاكم وفُتيا أكثر الفقهاء [1]. وجاء في رواية عن خلعه: .. اجتمع الوزير أبو القاسم علي بن طراد الزينبي، وكاتب الإنشاء ابن الأنباري وصاحب المخزن أبو الفتوح طلحة يوم الإثنين سادس عشر من ذي القعدة سنة ثلاثين, وكتبوا محضراً فيه شهادة جماعة من العدول بما جرى من الراشد بالله من الظلم وأخذ الأموال، وسفك الدماء، وشرب الخمر وذكروا فسقه وعدوا أفعاله وارتكابه المحارم واستفتوا الفقهاء فيمن فعل ذلك، هل تصح إمامته أم لا؟ وهل إذا ثبت فسقه بما ذكر عنه يجوز لسلطان الوقت أن يخلعه، ويستبدل به من أهل بيته من هو خير منه طريقة وديناً؟ فأفتى الفقهاء الذين في ذلك الوقت بخلعه، وفسخ عهده، وحل عقده، والاستبدال به غيره إذا كان بهذه الصفة، وعرضت هذه الفتوى والمحضر على السلطان مسعود, فقال: هذا أمر قد قلدتكم إياه وأنا منه بريء عند الله. ثم قال: اختاروا رجلاً من هذا البيت يصلح لهذا الأمر، فوقع الاختيار بواسطة الزينبي أن يولي أبا عبد الله محمد بن المستظهر بالله، فلما كان يوم الثلاثاء السابع عشر من ذي القعدة سنة ثلاثين وخمسمائة، حضر السلطان مسعود والجماعة الذين حضروا دار الخلافة في الدار التي على دجلة، وتعرف بالمثمنة، وأحضر أبو عبد الله، محمد بن المستظهر بالله ولقب بالمقتفي لأمر الله، وعاد السلطان مسعود إلى داره، ثم فتح باب الدار القائمية، بكرة يوم الأربعاء، ثامن عشر ذي القعدة، فبايعه الفقهاء والقضاة والشهود وأعيان الناس، ثم خلع الراشد وكان مقيماً بالموصل [2].
وهذه الفتوى كان لها حظ من سخط السلطان مسعود على الخليفة الراشد ولولا الخلاف الذي وقع بين الخليفة والسلطان لما سمعنا بها أصلاً.
3 - تتبع السلطان مسعود للراشد: كتب السلطان مسعود إلى عماد الدين زنكي أمير الموصل في القبض على الراشد وإرساله إلى بغداد، فمنعه من ذلك زين الدين أبو الحسن على بن بكتكين صاحب أربل وقال لعماد الدين: هو ضيف عندنا وفي كرامتنا وقد كان بالأمس خليفتنا, والله لاسلمناه، ولو أريقت دونه الدماء ما دامت الأرض والسماء، فاعتذر عماد الدين للسلطان مسعود وقال: إني أخرجه من ولايتنا، فأرسل إليه أنت عسكراً يقبض

[1] سير أعلام النبلاء، (16/ 309).
[2] النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس، ص 141.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست