responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 153
الثانية بنت ملكشاه زوجةً له، فاستقبل طلبه بالترحاب وتحولت العلاقة بين السلطان محمد والخليفة إلى نوع من المحبة والمودة انعكست آثارها علي حياة الناس ببغداد، رفاهية ورخاء وازدهاراً [1].
7 - وفاة المستظهر عام 512هـ: كان المستظهر موصوفاً بالسخاء والجود ومحبة العلماء وأهل الدين، والتفقد للمساكين، مع الفضل والنبل والبلاغة، وعلوَّ الهمّة، وحسن السيرة، وكان رضيَّ الأفعال، سديد الأقوال [2]، راغباً في البر والخيرات مسارعاً إلى ذلك، لا يردُّ سائلاً، وكان جميل المعاشرة لا يُصغى إلى أقوال الوشاة في الناس ولا يثق بالمباشرين، قد ضبط أمور الخلافة جيداً، وأحكمها وعرفها وعلمها، ولديه علم وفضل كثير وفضل كبير وتوفي عام 512هـ وقد ولي غسله الإمام ابن عقيل وابن السُّنَّي وصلى عليه ولده أبو منصور الفضل، وكبر أربعاً، ودفن في حجرة كان يسكنها، والعجب أنّه لما مات السلطان ألب أرسلان مات بعده الخليفة القائم بأمر الله، ثم لما مات السلطان ملكشاه مات بعده الخليفة المقتدي بأمر الله، ثم لما مات السلطان محمود مات بعده الخليفة المستظهر بالله، رحمهم الله, وكانت وفاة المستظهر بالله سادس عشر ربيع الآخر من هذه السنة -512هـ - وله من العمر إحدى وأربعون سنة، وثلاثة أشهر وأحد عشر يوماً [3].

سادساً: سنجر والسلطنة السلجوقية:
بعد وفاة السلطان محمد بن ملكشاه عام 511هـ بدأت المنازعات من جديد حول عرش السلطنة مما أحدث انقساماً كبيراً بين السلاجقة, ويرجع السبب في هذه المنازعات إلى أن السلطان محمد قبيل وفاته أمر بإسناد السلطنة إلى ابنه محمود، الذي ارتقى عرش السلطنة بعد وفاة أبيه، وكان حينئذ في الرابعة عشرة من عمره، ووافق الخليفة العباسي المستظهر بالله «487 - 512هـ» على إقامة الخطبة للسلطان محمود ببغداد في يوم الجمعة الموافق الثالث والعشرين من محرم سنة 512هـ، ولكن عمه سنجر لم يرض عن تولي ابن أخيه عرش السلطنة لأنه يعتبر نفسه أحق منه بالسلطنة بعد وفاة أخيه محمد، فأعلن نفسه سلطاناً على السلاجقة فغير لقبه من ناصر الدين إلى لقب معز الدين وهو لقب أبيه ملكشاه, وأدى ذلك إلى انقسام الدول السلجوقية [4] واندلاع القتال بين سنجر وابن أخيه، وقد التقى محمود بعمه سنجر بالقرب من مدينة ساوة سنة 513هـ، واستعان سنجر في هذه المعركة بفرقة من الفيلة كانت السبب في انتصاره، على أن الصلح لم يلبث أن تم بين الفريقين وسار محمود إلى

[1] الحضارة الإسلامية في بغداد، ص 125، 126.
[2] سير أعلام النبلاء (19/ 397).
[3] البداية والنهاية (16/ 237).
[4] المصدر السابق نفسه.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست