responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 154
عمه سنجر فأكرمه وصفح عنه وسامحه على بدر منه، وعامله معاملة حسنة وقبل شفاعته في آخرين, واستقر الرأي على أن يبقى محمود بن محمد شهراً في خدمة عمه السلطان سنجر بالري وألا يدق له البوق [1] في حالة ركوبه أو نزوله، وأن يسير مترجلاً في ركاب عمه، وأن يترك كل ما يتعلق بشعائر السلطنة ورسومها [2].
وأطاع محمود عمه السلطان سنجر ونفذ ما استقر عليه الرأي بينهما، فقرر السلطان سنجر اختياره ولياً لعهده ونائباً عنه في العراق سنة 513هـ، وسمح السلطان سنجر له بأن يلقب بلقب سلطان؛ وبتلك يعتبر أول من جلس على عرش سلطنة السلاجقة بالعراق هو السلطان محمود بن محمد، وأصبح سلطان العراق من الناحية الرسمية خاضعاً وتابعاً لسلطنة السلطان الأعظم سنجر في خراسان، بمعنى أن سلطنة العراق في عهد السلطان سنجر لا تكون إلا لمن ارتضاه وأقره سنجر, وكان سلاطين العراق يخضعون للسلطان سنجر ويذكرون اسمه في الخطبة قبل أسمائهم، وقد اعترف الخليفة العباسي المسترشد بالله بمحمود بن محمد سلطاناً على سلاجقة العراق رغم صغر سنه [3]، وفي سنة 514هـ خطب للسلطان سنجر وابن أخيه السلطان محمود معاً [4]، وبذلك أصبح هناك سلطانان في آن واحد إلا أن محمودًا كان يحكم بأمر من السلطان سنجر ومن ثم فهو خاضع له خضوعاً كاملاً في جميع أمور السلطنة، وقد أعاد السلطان سنجر لابن أخيه محمود بن محمد جميع البلاد التي كانت تحت سلطانه وحوزته ما عدا الري التي كان يراقب منها السلطان سنجر أعمال محمود خشية أن يخرج عليه ويعصيه مرة أخرى، وفي واقع الأمر فإن سلطان محمود الفعلي كان مقصورًا على العراقين العربي والعجمي، وظل يحكم أربعة عشر عاماً حاملاً لقب سلطان حتى توفي عام 525هـ [5]. قال عنه ابن كثير: كان من خيار الملوك وكان فيه حلم وأناة وبر وصلابة وجلسوا لعزائه ثلاثة أيام، سامحه الله [6].
1 - بسط نفوذ سنجر على بقية أقاليم الدولة السلجوقية: وافق الخليفة العباسي المسترشد بالله في سنة 513هـ على تنصيب سنجر سلطاناً أعظم للسلاجقة وإقامة الخطبة باسمه بعد الخليفة في جميع أقاليم الدولة السلجوقية [7]، وبناء على ذلك اتسع نفوذه وسلطانه وشمل بالإضافة إلى خراسان أكثر أقاليم إيران والعراق. هذا وقد أكرم سنجر -بعد أن أصبح سلطاناً أعظم للدولة السلجوقية- أبناء أخيه محمد فوزع عليهم حكم مدن وأقاليم إيران والعراق، واستطاع السلطان سنجر أن يعيد بسط نفوذه وسلطانه على أراضي

[1] البوق: هي أداة مجوفة ينفخ فيها ويزمر.
[2] دول الإسلام (2/ 41).
[3] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 94.
[4] دول الإسلام (2/ 41).
[5] العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 617.
[6] البداية والنهاية (16/ 290).
[7] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 97.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست