responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 148
سلجوق وله بر في الجملة وحسن سيرة مشوبة، فمن عدله أنه أبطل ببغداد المكْسَ والضرائب ومنع من استخدام يهودي أو نصراني، وكسا في نهار أربعمائة فقير، وقد كان كفَّ مماليكه عن الظلم، ودخل يوماً إلى قُبة أبي حنيفة، وأغلق على نفسه يُصلي ويدعو، وقيل: إنه خلَّف من الذهب العين أحد عشر ألف ألف دينار ومات معه في العام صاحب قسطنطينية، وصاحب القُدس بغدوين لعنهما الله [1]، قال أحمد القرماني: .. ثم مرض زماناً طويلاً فقيل له: مرضك سحري، وإنما سحرتك زوجتك، فأعضل داؤك وأبطل دواؤك! وحملوا السلطان إلى أن كحَّلها وحبسها في بيت ضيق، واعتقلها، وأخرجوا خاتم السلطان وقالوا إنه أمر بخنقها، ومن عجيب القدر أن الزوجين توفيا في ساعة واحدة، فالختون في بيتها خنقت، والسلطان على فراشه نفسه زهقت في أواخر سنة إحدى عشرة وخمسمائة وخلف خمسة بنين، وهم محمود، ومسعود، وطغرل، وسليمان وسلجق [2]، وكلهم تولوا السلطنة سوى سلجق، ولما أيس السلطان من نفسه أحضر ولده محموداً وبكى كل منهما، وأمره أن يخرج ويجلس على سرير الملك، وينظر في أمور الناس، فقال له ولده: فإن هذا اليوم غير مبارك, فقال: صدقت، ولكن على أبيك، وأما عليك، فمبارك، فامتثل أمره وجلس على سرير الملك أبو القاسم محمود بن محمد بن ملكشاه مكان والده وأحكم قواعده، وهو يومئذ في سن الحلم قويّ المعرفة باللغة العربية [3]، مات السلطان محمد بن ملكشاه في آخر سنة إحدى عشرة وخمسمائة بأصبهان، ودفن بمدرسة كبيرة له، وقد تزوج المقتفي بابنته فاطمة، وعاش ثمانياً وثلاثين سنة [4].

خامساً: الخليفة العباسي المستظهر بالله:
هو الإمام أمير المؤمنين، أبو العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله بن الذّخيرة محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر الهاشمي العباسي البغدادي [5] استخلف عند وفاة أبيه في تاسع عشر المحرم، وله ستَّ عشرة سنة وثلاثة أشهر، وذلك في سنة سبع وثمانين وأربعمائة [6]، فكان أول من بايعه الوزير أبو منصور بن جهير، ثم أخذت البيعة له من الملك ركن الدولة بركيارق بن السلطان ملكشاه ثم من بقيَّة الأمراء والرُّؤساء وصلى على الخليفة الأمراء والوزراء، ومن العلماء حضر الغزالي والشاشيُّ وابن عقيل وبايعوه يوم ذلك، وقد كان المستظهر بالله كريم الأخلاق حافظاً للقرآن فصيحاً

[1] سير أعلام النبلاء (19/ 57).
[2] أخبار الدول وآثار الأول (2/ 458، 459).
[3] أخبار الدول وآثار الأول (2/ 458، 459).
[4] سير أعلام النبلاء (19/ 507).
[5] سير أعلام النبلاء (19/ 396).
[6] سير أعلام النبلاء (19/ 396).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست