responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 147
نظام الملك فحاصر هذه القلعة لكنه اضطر للرحيل عنها عند حلول الشتاء، وحاول الباطنية الانتقام من هذا الوزير في نفس العام فطعنوه بالسكاكين في أحد مساجد بغداد إلا أن الطعنات لم تكن قاتلة فبرئت جراحه [1].
- الاستمرار في محاربة الباطنية: وكرر السلطان المحاولة في عام 505هـ وندب لقتال الحسن أحد الأمراء واسمه أنوشتكين شيركبر، فملك من الباطنية عدة قلاع ولكنه وقع في الخطأ الذي وقع فيه سلطانه قبل ذلك، فأمن من كانوا في هذه القلاع، وسيرهم إلى ألموت ثم سار هو بعد ذلك بحصارها بعد أن ازدادت قوة ومنعة باطنية القلعة بمن توجه إليها من الباطنية, وأمده السلطان بعدد من الأمراء وانعقد عزمهم على إسقاط هذه القلعة مهما كلفهم من جهد، فبنوا المساكن حولها، وعين لكل طائفة من الأمراء - بالتناوب - أشهراً يقيمون فيها لحصارها، على أن يقيم القائد العام «أنوشتكين» إقامة دائمة, ولم يتوقف السلطان في هذه الظروف عن إمدادهم بالمؤن والذخائر والرجال حتى اشتد الأمر على الباطنية، وعدمت عندهم المؤن بسبب طول الحصار، ولم يجدوا بدًا من إنزال نسائهم يطلبن الأمان لهم، على أن يسلموا القلعة ويوسع لهم كي يمضوا إلى أي طريق شاءوا، ولكن أنوشتكين أدرك الأخطار التي ترتبت على منحهم الأمان في الماضي، وكان من أبرز هذه الأخطار أن هذه القلعة «ألموت» أضحت أكبر مركز لتجمعاتهم بعد أن وفد عليها الكثيرون من القلاع الأخرى التي سقطت قبل ذلك، لهذا رفض أن يمنحهم الأمان، وأعاد النساء إلى القلعة قصدا كي يموت الجميع جوعاً، لكن ما أمله هذا القائد لم يتحقق بسبب وفاة السلطان محمد في عام 511هـ وإصرار الأمراء والجند على الرحيل بعد سماعهم هذا النبأ. وذلك بعد أن استمر حصار القلعة ما يقرب من ست سنوات وبعد أن كان سقوطها وشيك الوقوع، ولم يبق أمام القلعة بعد وفاة السلطان غير أنوشتكين، فانتعشت آمال الباطنية، وقويت نفوسهم واضطر هذا القائد إلى الانسحاب بجنده فغنم الباطنية ما تخلف منهم [2].وبوفاة السلطان محمد توقف تنفيذ مشروعاته للقضاء على هذه الفئة ووجد الباطنية فرصة مجددة لتقوية أنفسهم مستفيدين من الصراع على السلطة الذي أعقب وفاة السلطان محمد بين ولده محمود وعمه السلطان سنجر، وخلال الخمس عشرة سنة التي أعقبت وفاته استطاعوا بوسائلهم المتعددة أن يمدوا نفوذهم إلى بلاد الشام، وأن يستولوا فيها على بعض القلاع والحصون [3].
4 - وفاة السلطان محمد بن سنجر: سنة 511 هـ: كان السلطان محمد فحل آل

[1] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني، ص 141.
[2] الكامل في التاريخ (6/ 533).
[3] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني، ص 142.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست