responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 132
أبيه [1]، ومما قيل في هذا الصدد أن الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله اضطر إلى الاعتراف بسلطنة محمود، لأن ملكشاه كان يحتفظ بابنه الأمير جعفر [2] عنده ليهدد به الخليفة, وقد كان برفقة جده السلطان ملكشاه بعد وفاة والدته خاتون وكان السلطان ملكشاه عازماً على توليته الخلافة بدلاً من أخيه المسترشد الذي ولي عهد الخليفة المقتدي بأمر الله، ولكن وفاة السلطان ملكشاه غيرت مجرى الأمور وعاد أبو الفضل جعفر إلى والده المقتدي بعد وفاة جده السلطان ملكشاه [3]. فخشي الخليفة من تكرار التجربة مع سلاطين السلاجقة ولذلك وافق على ما رأته خاتون من إنفاذ الأمير جعفر إلى بغداد لقاء اعتراف الخليفة بسلطنة ولدها محمود [4]، ومهما يكن من أمر، فإن الخليفة العباسي منزوع النفوذ والسلطان ولا يملك القدرة على الاعتراض.
وفي 22 من شوال سنة 485هـ، أقيمت الخطبة لمحمود في مساجد بغداد ومنحه الخليفة العباسي المقتدى بأمر الله الخلع السلطانية ولقبه «ناصر الدنيا والدين» [5]، واشترط الخليفة العباسي على تركان خاتون أن تكون السلطنة لولدها محمود، والخطبة له، بينما يختص الأمير أنر [6] بتدبير الجيوش ورعاية البلاد، ويختص تاج الملك بجباية الأموال، وترتيب العمال، إلا أن تركان خاتون في بداية الأمر كانت غير موافقة على هذه الشروط، وكان أبو حامد الغزالي يقوم بدور الوساطة بين الخليفة العباسي وأم محمود، وبعد ذلك أقنع أبو حامد الغزالي تركان خاتون بالموافقة على شروط الخليفة، ومن ثم وافقت على تلك الشروط [7]. ثم أرسلت تركان خاتون أحد أتباعها ليقبض على بركيارق، وبالفعل تم القبض على بركيارق وإيداعه السجن من قبل أتباعها لكي لا يكون طليقاً ومن ثم يصبح محمود في مأمن منه، غير أن الأمر لم ينته عند هذا الحد الذي تخيلته تركان خاتون بأنه لو تم القبض على بركيارق لأصبحت في مأمن من كل محاولة لمنازعة ابنها في الحكم، فأتباع نظام الملك ومؤيدو بركيارق في أصفهان تمكنوا من إخراجه من سجن أصفهان ونصبوه سلطاناً في أصفهان وذلك نكاية في تركان خاتون.
وهكذا وجد سلطانان في وقت واحد: محمود في بغداد وبركيارق في أصفهان، ومن ثم أصبحت المنازعة بينهما على عرش السلطنة أمراً حتمياً [8].

[1] مرآة الزمان (1/ 221، 223).
[2] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 29.
[3] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 29.
[4] الحياة السياسية ونظم الحكم في العراق، ص 99.
[5] المنتظم (9/ 62، 63) , دولة السلاجقة, لحسنين، ص 75.
[6] هو من أمراء عسكر تركان خاتون والدة محمود.
[7] الكامل في التاريخ (6/ 341).
[8] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 30.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست