responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 119
المبحث الخامس
وفاة الخليفة القائم بأمر الله وتولي أمر الخلافة المقتدي بالله
أولاً: وفاة الخليفة القائم بأمر الله:
في عهد السلطان ملكشاه وفي سنة 467هـ [1] توفي أمير المؤمنين القائم بأمر الله، أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد العباسي البغدادي، كان مولده في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وأمه أرمينية تُسمى بدر الدجى وقيل: قطر الندى، كان -رحمه الله- جميلاً وسيماً أبيض بحمرة ذا دين وخير وبر وعلم وعدل, بويع سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وأنه نكب سنة خمسين في نائبة البساسيري، ففّر إلى البرية في ذِمَام أمير للعرب، ثم عاد إلى خلافته بعد عام بهمة السلطان طغرل بك، وأُزيلت خطبة خليفة مصر المستنصر بالله من العراق وقتل البساسيري [2]. وقد مّر ذلك مفصلاً. ظهر عليه مَاشَرا [3] فافتصد ونام، فانفجر مضاده، وخرج دم كثير، وضعف، وخارت قواه، وكان ذا حظ من تعبد وصيام وتهجد، لما أعيد إلى خلافته قيل: إنه لم يسترد شيئاً مما نُهب من قصره، ولا عاقب من آذاه، واحتسب وصبر. وكان تاركاً للملاهي - رحمه الله - وكانت خلافته خمساً وأربعين سنة وغسله شيخ الحنابلة أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي، وعاش ستاً وسبعين سنة، وبويع بعده ابن ابنه المقتدي بالله [4].

ثانياً: خلافة المقتدي بالله:
هو أبو القاسم عدّة الدين عبد الله بن الأمير ذخيرة الدين محمد بن الخليفة القائم بأمر الله عبد الله بن القادر العباسي وأمه أرمينية تسمى أرجوان، وتدعى قرّة العين، وأدركت خلافته وخلافة ولديه المستظهر والمسترشد، وقد كان أبوه توفي وهو حمل، فحين ولد ذكراً فرح جده والمسلمون به فرحاً شديداً؛ إذ حفظ الله على المسلمين بقاء الخلافة في البيت القادري، لأنَّ من عداهم يبتذلون في الأسواق مع العوامَّ، وكانت القلوب تنفر من تولية مثل أولئك الخلافة على الناس، ونشأ هذا في حجر جدَّه القائم بأمرالله يرُبيه بما يليق بأمثاله، ويدربه على أحسن السجايا، وكان عمْر المقتدي حين ولي الخلافة عشرين سنة وهو في غاية الجمال خلْقاً وخُلُقاً، وكانت بيعته يوم الجمعة الثالث عشر من شعبان من هذه السنة،

[1] سير أعلام النبلاء (18/ 318).
[2] المصدر نفسه (18/ 307).
[3] الماشرا: في عرف الأطباء هو ورم حارّ عن دم صفراوي يعم الوجه.
[4] سير أعلام النبلاء (18/ 308).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست