اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 218
أين هذا من سماحة الإسلام ورحمته وإنسانيته ووفاءه للعهود واحترامه للأديان.
قال الشاعر:
ملكنا فكان العدل منا سجية
فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما
غدونا على الأسرى نمن ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا
وكل إناء بالذي فيه ينضح (1)
لم تكن موقعة العقاب سببا في تحطيم قوى السلطان الناصر بالأندلس فقط ولكنها أدت فوق ذلك إلى تدمير سلطان الموحدين في المغرب ايضا. فقامت دويلات في المغرب وبدأ عصر ظهور ملوك الطوائف الثاني بعد الموحدين وآل الأمر إلى سقوطها بيد النصارى.
جاء في نفح الطيب: (كانت العِقَاب سبب ضعف المغرب والأندلس، أما المغرب فَبِخلاءِ كثير من قُراه وأقطاره، وأما الأندلس فبطلب العدوِّ لها .. ) [2]. وبعد هزيمة العقاب غادر الناصر لدين الله ميدان الحرب الذي غص بالقتلى من جنده مسرعا إلى أشبيلية، وهنالك صب حمام غضبه على شيوخ الموحدين المحليين وسحقهم واذل القادة والزعماء وفصل وعين ثم رجع إلى الأندلس حزينا كئيبا ولكي ينسى حزنه وكدره قضى بقية أيامه في الملذات والشهوات
(1) انظر: صلاح الدين بطل حطين لعبد الله علوان ص84. [2] نفح الطيب (1/ 420).
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 218