اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 213
النصارى لا مفر منه وحاول الناصر لدين الله أن يلهب مشاعر جنوده ويذكي حماسهم حتى اللحظات الأخيرة مع نفر من جنوده واتجاه نحو بياسة ولكنه لم يقف بها، بل سار منها إلى أشبيلية.
لقد كانت هذه المعركة الخاسرة للمسلمين السبب في هلاك الأندلس وبداية أفول شمس الإسلام في الأندلس، حيث كانت النهاية، أو نهاية البداية مصرع غرناطة.
لقد كانت حشود النصارى في معركة العقاب ضخمة جدا وكانت التعبئة والنفير العام على مستوى أوربا كلها يدفعهم الحقد الصليبي، للإنتقام من المسلمين والقضاء على شوكتهم وإضعاف قوتهم [1].
لقد استشهد في هذه المعركة الألوف من المسلمين ومن العلماء العاملين المجاهدين ومن أشهر هؤلاء العلماء:
1 - أبو عمر أحمد بن هارون بن عات النضْري (542 - 609هـ). من أهل شاطبه، صاحب التآليف الذي "كان أحد الحفاظ للحديث، يسرد المتون والأسانيد ظاهراً، لا يخل بحفظ شيء منها. موصوفا بالدراية والرواية، غالبا عليه الورع والزهد، على منهاج السلف، يأكل الجشب، ويلبس الخشن، وربما اذن في المساجد، وله تآليف دالة على سعة حفظه، مع النظم والنثر .. ثم توجه إثر ذلك غازياً. وشهد وقيعة العقاب التي أفضت إلى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها. وكانت السبب الأقوى في تَحَيّف الروم بلادها حتى استولت عليها ففقد حينئذ ولم يوجد حيا ولا ميتا وذلك يوم الاثنين [1] انظر: العقاب ص46،47.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 213