اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 211
فكانت تتألف من صفوة الجيش، من الجند المغاربة والنظاميين، او بعبارة أخرى من الجند الموحدين. وضرب أبو عبد الله محمد الناصر قبّته الضخمة الحمراء في وسط الصفوف، ربط أمامها جواده المسرج. وقعد في داخلها على درقته [1]، إيذانا باقتراب المعركة، ومن حوله حرسة من مشاة وفرسان. وشهر الجند حرابهم في اتجاه معسكر النصارى الاسبان ومن معهم من قوات أوربية صليبية، فكانت سدا منيعا دون اختراقه الموت.
ولما تمَّت استعدادات المعركة، خرج سلطان الموحدين من قبته وهو يرتدي عباءة سوداء من مخلفات جده عبد المؤمن وقد رفع المصحف الشريف باحدى يديه، وشهر سيفه بالأخرى بينما كان قرع الطبول الضخمة يدوّي بشدة في ساحة المعركة [2] وسارع جند المتطوعة المسلمين للقتال وطلب الشهادة في سبيل الله وكان هجومهم عنيفا قويا ولكنهم لم يستطيعوا ان يخترقوا صفوف النصارى التي كانت مدعومة بجماعات الفرسان الدينية - الاستبارية والدواوية - فاستطاعوا أن يردوا جموع المسلمين، وان يمزقوها. واستشهد ألوف من المسلمين في سبيل الله والإسلام، ولكن القشتاليين حينما عمدوا إلى مطاردة المتطوعة المسلمين، وتقدِّموا بذلك ظافرين من قلب الجيش الإسلامي، حيث حُشدت صفوة الجند، لقوا اشد مقاومة، وسرعان ما اضطروا إلى مغادرة مراكزهم الأمامية، وارتدوا فارِّين، فتابعهم الفرسان المسلمون في ارتدادهم وفرارهم.
ولما رأى ملك قشتالة من الرُّبى تطور المعركة على هذا النحو السيء، [1] انظر: تاريخ الاندلس في عهد المرابطين والموحدين (2/ 118). [2] انظر: العقاب ص42.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 211