اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 209
أجل الإسلام والمسلمين غضب السلطان الناصر على أبي الحجاج وبدس من وزيره أبي سعيد بن جامع أمر السلطان الناصر بقتل هذا المجاهد العظيم جهارا، فكان لهذا الفعل أثر سيء في الجيش الاسلامي كله، ولا سيما في جند الأندلس، ذلك لانهم كانوا يعلمون ان ابن قادس قد بذل كل المستطاع، وأن مقتله لم يقع إلا بتحريض الوزير الذميم وهذا خطأ آخر وقع فيه السلطان الناصر [1].
قلت: وهذا الفعل يدل على ضيق افق السلطان الناصر وعلى ظلمه لقادته، وعلى تأثره بنصائح لا تنفع الأمة ولا تقوي صفها ووحدتها في صفوف الأعداء، ولو كان هذا السلطان لديه فقه في السياسة الشرعية ومعرفة بنفوس جنوده لكان الموقف غير ذلك ونجد في الشريعة الغرّاء قواعد واضحة المعالم في دفع المفاسد وجلب المصالح ومعرفة مقاصد الشريعة.
إن هذا العمل الخاطئ الذي قام به الناصر لدين الله يجر على الأمة الهلاك والدمار والعار.
ج) المعركة:
قام ملوك الأسبان في صباح 16 تموز "يولية" بترتيب جندهم لخوض المعركة، فرابط بعضهم على سفح الجبل، والبعض فوق الرُّبى، تزعَّم الفونسو ملك قشتالة قلب الجيش مع احتفاظه بنوع من الاشراف على الجيش كله، وكان القلب يضم أربعة فرق:
1 - تتألف الفرقة الأولى من سكان الجبال القشتالية، ويقودها "ديجولويز". [1] انظر: العقاب ص36.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 209