اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 182
يحارب المسلمين في ميدان مكشوف نظرا لهبوط معنويات جنده بعد الأرك، ولقلة عددهم، وحاصر أبو يوسف المنصور طليطلة عشرة أيام محاولا اقتحام أسوارها المنيعة، لكنه لم ينجح، فعاد منسحباً جنوباً بسبب نقص التموين، بعد أن انتسفت الزروع بيد القشتاليين قبيل الأرك، فدب المرض في صفوف الموحدين، وكثر الموت بينهم، فاضطر أبو يوسف المنصور الى الانسحاب بعد أن وصل إلى مقربة من ضفاف دويرة، الذي لم يقترب من ضفافه منذ مدة طويلة أي جيش اسلامي، وكانت حملتهم هذه آخر حملة اسلامية تهيأ لاحتلال طليطلة [1].
واستطاع أبو يوسف يعقوب المنصور أن يفرق بين ممالك النصارى بعقد أحلاف معها وساعده على ذلك موقعه القوي ولذلك استجاب لطلب ملك ناقار وليون وعقد معهم حلفاً واضطر ملك قشتالة الى مقاومة هذه الأحلاف، فعقد في سنة 592هـ/1196م الهدنة مع الموحدين لكي يستطيع التغلب على أعدائه ورحب أبو يوسف المنصور بعقد هذه الهدنة لأن ثورات جديدة قامت في افريقية كانت تستدعي عودته إلى مراكش [2].
ولما جاءت رسل الفونسو المهزوم لمصالحة الموحدين قال الشاعر في مدح المنصور:
أهل بأن يُسعى إليه ويُرتجى
ويُزار من اقصى البلاد على الرجا [1] انظر: تاريخ الاسلام، د. حسن ابراهيم حسن (4/ 215). [2] انظر: معركة الأرك ص65.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 182