اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 170
كثير من القبائل العربية إلى المغرب الأقصى، ليستخدمها في الجهاد ضد النصارى ويأمن من ثوراتها المستمرة.
لقد استطاع أبو يعقوب يوسف المنصور أن يؤمن خط ظهره ويوحد الجبهة الداخلية وأعاد تنظيم البيت المغربي الموحدي من الداخل، وأمن خطر القبائل العربية ووظف طاقاتها في حربه في الأندلس، لقد كان هذا العمل الحاسم القوي في توحيد الجبهة الداخلية سببا من أسباب انتصاره على النصارى في الأندلس في معركة الأراك الكبيرة. لقد كانت أهداف أبي يوسف يعقوب المنصور واضحة المعالم في حركته ولذلك أرجأ جهاد النصارى في الأندلس إلى حين الإنتهاء من مشاكل بني غانية وحلفائهم وهذا يدل على عمق تفكيره الإستراتيجي وبعد نظره العسكري [1].
إننا ونحن ندرس التاريخ أمام درس عظيم ومهم في حياتنا المعاصرة ألا وهو إذا أردنا بالفعل استرداد الأندلس فإن ذلك الأمر العظيم وهذا الهدف السامي الجميل يسبقه عمل جاد ومتواصل من أجل توحيد بلاد المغرب على أصول منهج أهل السنة والجماعة وبعد ذلك تبدأ حركة الدعوة والجهاد المقدس نحو أراضينا المفقودة وعزنا المنشود.
إن تحرير البيت المقدس ما تم ذلك الفتح الميمون إلا بعد توحيد العراق ومصر والشام وإزالة البدع بالحجة والبرهان وقلع دولة الرافضة بالسيف والسنان مع التدرج المدروس والهمة العالية في تحقيق الأهداف السامية.
ب ـ جهاده في الأندلس:
بعد استشهاد السلطان الموحدي أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن في [1] انظر: موسوعة المغرب العربي 31/ 224 الى 227.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 170