اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 169
عام 581هـ/1185م وتحالف بنو غانيه مع قبائل بني سليم وبني هلال ومع جنود الغزو المملوكي الذي كان يقوده قراقوش التقوى واعلنوا ولاءهم للدولة العباسية ورفع شعارهم وأصبح المغرب الاوسط والادنى تابع وخاضع لأتباع الخلافة العباسية.
وكان أول عمل قام به المنصور يعقوب بن يوسف هو الشروع للقضاء على بني غانيه، فأرسل العيون والأعوان إلى المغرب الأوسط وافريقيا وحاول تفكيك التحالف الثلاثي بين بني غانيه والقبائل العربية اتباع قراقوش وواعد زعماء القبائل وأعيان البلدان بالعفو والاحسان وشرع في ارسال الجيوش تتلوها الجيوش وانكسرت بعض جيوش الموحدين وارتفعت معنويات بني غانيه أمام الموحدين إلا أن السلطان يعقوب بن يوسف استمر في ارسال الحملات وفقد الألوف من جنوده ومن خيرة رجاله، وأنفق الملايين من الأموال وكان بنو غانيه وحلفائهم قد اتخذوا الصحراء ملجأهم فكلما تضيق عليهم الدائرة يفرون إلى الصحراء ثم لا يلبثوا أن يعودوا من جديد واستمرت هذه المعارك سنوات طويلة ولكن في النهاية استطاع ابويوسف يعقوب بن يوسف ان يسحق هذه الثورة العنيفة ويقبض على زعمائها وقاد العمليات العسكرية بنفسه عام 582هـ/1168م وجعل من مدينة تونس مقرا لقيادته واستطاع بفضل حزمه شجاعته أن ينتصر على الثوار وفر علي بن غانية الى الصحراء وظل بها إلى أن مات عام 584 هـ وانضم إلى جيوش الموحدين كثير من الأعراب والأتراك واستطاع يعقوب بن يوسف أن يوحد بلاد المغرب كلها غربها وشرقها إلى المحيط الأطلسي غربا. لقد استعمل يعقوب بن يوسف الدهاء والمكر والحنكة والسياسة والمال ضد خصومه وقبل رجوعه إلى المغرب الأقصى رتب أمور القبائل ونظم أمور الولاة، واهتم بإدارة الاموال، ونقل معه
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 169