اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 162
المدينة لم أخرج عنهم، غير أني لا أرى أن يعلق في الكعبة [1].
وفي رواية: يا أمير المؤمنين إنّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تفرقوا في البلاد، فأفتى كلّ في مصره بما رآه "فلم يزل يُؤخذ عنهم كابراً عن كابر إلى يومنا هذا، فإن ذهبت تولَّهم عمَّا يعرفون إلى مالا يعرفون رأوا ذلك كفراً، فأقِرَّ كل أهل بلد على مافيها من العلم، وخذ هذا العلم لنفسك [2].
لقد كان عصر أبي يوسف يعقوب الناصر من أفضل عصور دولة الموحدين ولايمنع ذلك أن نعلق على بعض الأخطاء التي حدثت في فترته وإن كان الرجل استطاع أن يصلح بعض الانحرافات العقدية عن الموحدين مثل زعمهم العصمة لابن تومرت [3] وينكر على من قدم كتبه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الذهبي أن أبا يوسف يعقوب المنصور سأل الفقيه أبا بكر بن هاني الجياني ماقرأت؟ قال: تواليف الإمام - يعني ابن تومرت -، قال: فزوروني [4]، وقال ماهكذا يقول الطالب! حكمك أن تقول: قرأت كتاب الله، وقرأت من السُّنة، ثم بعد ذلك قل ماشئت [5].
وكان مجلسه عامراً بالعلماء وأهل الخير والصلاح يقول تاج الدين ابن حموّية: دخلت مراكش في أيام يعقوب، فلقد كانت الدنيا بسيادته مجملة، يقصد [1] انظر: الامام مالك بن أنس، عبد الغني الدقر ص133. [2] نفس المصدر السابق ص134. [3] انظر: سير اعلام النبلاء (21/ 316). [4] أي انظر إليه نظرة المغضب. [5] انظر: سير اعلام النبلاء (21/ 316).
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 162