اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 151
البرتغال على شنترين ليلا في جيش يبلغ خمسة عشرة ألف مقاتل، وفي تلك الأثناء كان ابو يعقوب قد شرع في تنفيذ خطته لمهاجمة مدينة الكوبازة، بيد أنه حينما تحول بمعسكره إلى المواقع الجديدة، ألقى بنفسه أمام الجيش البرتغالي وجها لوجه.
وكان تغيير مواقع المعسكر الذي أمر به أبو يعقوب، خلافا لنصح قواده، ووجود الجيش البرتغالي في مركز يهدد المسلمين ومسير القوات الأندلسية الى ما وراء نهر التاجة، وهو ما بدا كأنه أمر غير طبيعي، وأخيرا ذيوع نبأ ما لبث أن تأيد بمقدم جيش آخر من النصارى أعظم من سابقه، كل هذه الأمور بثت في معسكر الموحدين نوعا من الرعب العام، ترتب عليه ان غدت أوامر أبي يعقوب لا قيمة لها. وفي صباح اليوم التالي وصل جيش من النصارى يبلغ عشرين ألف مقاتل، وانضم إلى جيش البرتغال الذي يقوده ولي العهد سانشو، وبادر النصارى بمهاجمة الموحدين وهم في اضطرابهم واختلال نظامهم، وساعدت حامية القلعة شنترين جيش النصارى بالخروج من القلعة، ومهاجمة المسلمين [1] ولما كان قسم كبير من الموحدين قد عبر نهر التاجة، فإنه لم يبقى لدى أبي يعقوب سوى حرسه الخاص، وقليل من القوات الأخرى، وقوافل العتاد والمتاع التي لم تستطع لحاقا بباقي الصفوف. ورأى زعيم الموحدين وهو يضطرم سخطا، انه وقع ضحية خيانة، أو ضحية سوء تفاهم، لقد وجد نفسه أمام الأعداء وخاض معركة كانت كفة النصارى فيها أرجح فقد قتل حرس أبي يعقوب وحمل ابو يعقوب على النصارى بسيفه وقتل ستة من [1] انظر: الآراك شوقي ابوخليل ص42.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 151