اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 146
ثانيا ثم المغاربه ثالثا وبالرغم من أن الموحدين استطاعوا آخر الأمر أن يقضوا على إمارة ابن مردنيش، وضم املاكه ضمن حدود خلافتهم، لقد استطاع ابن مردنيش ان يقف فترة طويلة امام الموحدين وأن يستولي على الكثير من القواعد المهمة التي كانت في أيديهم وأن ينزل بهم الخسائر الفادحة، لقد انشغل الموحدون بحربهم مع ابن مردنيش وركزوا جل قواهم أمام ابن مردنيش مما أتاح الفرصة للطامعين والمتذمرين من أهل المغرب لأن ينتهزوا تلك الفرصة ويشقوا عصا الطاعة، وبذا كانت مقاتلة ابن مردنيش الطويلة للموحدين، واستنزافه للكثير من جهدهم ورجالهم ووقتهم، كانت إحدى البذور التي أضعفت دولة الموحدين منذ قيامها [1].
ثالثاً: الثورة في المغرب الأقصى:
وفي عام 559 هـ - 1164 هـ قامت قبائل صنهاجة بالثورة ضد خليفة الموحدين يوسف بن عبد المؤمن وتزعم تلك الثورة مرزدغ الصنهاجي وانضمت إلى تلك الحركة بطون من صنهاجة وغمارة وأورية وقام الثوار بمهاجمة النواحي ودخلوا تازا، حيث قتل رجالها وسبي نساءها واحتوى أموالها ولم يتوان خليفة الموحدين في إرسال جيشا للثوار ففض جموعهم وقضى على زعمائهم [2].
وكانت هذه الثورة هي أول شرارة للثورات التي قامت في المغرب الأقصى منذ 560 هـ، فقد تبعتها ثورة كبيرة أخرى، قادها سبع بن منحفاد وخلفه [1] انظر: سقوط الموحدين ص91،92. [2] انظر: المصدر السابق ص75.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 146