responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 75
تضعضع الصليبيون وفُّروا من أرض المعركة تحت ضغط القتال مخلفين وراءهم نساءهم ورهبانهم ولجأ ريموند إلى تل صغيراً احتمى به إلى أن أنجده الفرنسيون والألمان، ثم هرب خلال الليل بعدما يئس من إحراز أي نصر، وترك وراءه المعسكر الصليبي ومن كان به من غير المحاربين ليقع غنيمة في أيدي الأتراك [1]. تلت المعركة عملية مطاردة لم ينج منها إلا الفرسان، وبلغت خسائر الصليبيين أربعة أخماس الجيش [2]، واستولى الأتراك على كميات كبيرة من الأسلحة، وغنموا كثيراً من الأسرى بيعوا رقيقاً.
ولم يلبث ريموند أن وصل إلى بافرا، المينا البيزنطي الصغير على البحر الأسود قرب سينوب، وأقلتَّه من هناك سفينة بيزنطية إلى القسطنطينية [3]، ويشير المؤرخ اللاتين ألبرت أوف أكس، أن ريموند تلقى رشوة من الأتراك كي يقود الجيش إلى قسطموني، وهذا مستبعد، لأن من يتتبع سير الحملة ومارافقها من أحداث يلمس مدى ما بذله ريموند من جهد في إقناع اللمباردين بعدم التوجه إلى بلاد الدانشمندبين أولاً، ثم محاولته إخراج الجيش من المأزق الذي أوقع نفسه فيه ثانياً، وما اختياره للطريق إلى قسطموني إلا نتيجة لما تعَّرض له الجيش من متاعب وأما فراره من أرض المعركة، فناتج عن إدراكه بعدم جدوى متابعة القتال بعد أن ولَّى اللمبارديون الأدبار وتبعهم البجناك المرتزقة [4].

ب- معركة هرقلة الأولى: محت الكارثة التي حلَّت بالصليبيين في مرسيفان، الشهرة، التي اكتبسها هؤلاء نتيجة انتصارهم في دوريليوم وزاد من أثرها أنها لم تكن الكارثة الأخيرة. إذ، في الوقت الذي غادر فيه اللمبارديون مدينة نيقوميدية، وصل إلى القسطنطينية جيش فرنسي بقيادة وليم كونت نيفر على رأس خمسة عشر ألف من الفرسان والمشاة وحرص وليم على اللحاق بالمبارديين على وجه السرعة، فغادر القسطنطينية إلى نيقوميدية، وعلم فيها أن الجموع الصليبية مضت في طريقها إلى أنقرة فسار إلى هذه المدينة ووصل إليها بسهولة. لكن لم يكن أحد يعلم بالجهة التي سارت إليها هذه الجموع، لذلك لم يسع الكونت إلاَّ أن توجه نحو قونية، ولما وصل إليها ضرب الحصار عليها، وتولت حامية تركية سلجوقية الدفاع عنها، وما قام به من محاولات للاستيلاء عليها باءت بالفشل فتركها [5].

[1] المصدر نفسه ص 98.
[2] المصدر نفسه ص 98.
[3] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى ص 99.
[4] المصدر نفسه ص 99.
[5] المصدر نفسه ص 99.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست