responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 74
الصغرى، لذلك أوصى الأمبراطور ستيفن بلوا بأن يسلك الجيش الطريق الذي سلكته الجموع الصليبية السابقة الذي يجتاز دوريليوم وقونية، غير أن اللمباردينن رفضوا التوجه إلى الأراضي المقدسة إلا بعد فك أسر بوهميوند الذي اتخذوه مثلاً يُحتذى وبطلاً لهم، والمحارب الوحيد الذي يثقون به ليقودهم إلى النصر، وأصّروا بأن تتوجه الحملة إلى كمبادوكية ويذكر ابن الأثير أن هدف تلك الجموع الصليبية كانت تخليص بوهيموند من الأسر [1]، وعلى الرغم من احتجاج بعض القادة الأمراء فقد توجَّه أفراد الحملة إلى الأراضي الداشمندية عبر أنقرة التابعة لقلج أرسلان، فاستدلوا عليها وتابعوا طريقهم إلى كنغري الواقعة في جنوب بافلاجونيا كي يسلكوا الطريق الرئيسي المؤدي إلى أماسية ونيكسار وحتى يعرقل التقدم الصليبي، عمد قلج أرسلان إلى الإنسحاب التدريجي من أمام القوة الصليبية، واتبَّع أسلوب البدو بتخريب البلاد أثناء أنسحابه وحرق كل ما يمكن أن يستفيد الصليبيون منه وبخاصة مواد التموين وفي الوقت نفسه، أخذت القوى التركية تتجمَّع في تحالف جديد لمواجهة الخطر الصليبي، فبادر كمشتكين أحمد الدانشمند بتجديد تحالفه مع قلج أرسلان، كما حثَّ رضوان صاحب حلب على أن يرسل عدداً من الجنود ([2]
وصل الصليبيون إلى كنغري فألفوا الأتراك فيها بكامل قوتهم، واستعصت عليهم المدينة لمناعتها، فاضطروا إلى متابعة سيرهم بعد أن نهبوا القرى المجاورة لكن التعب بدأ يظهر عليهم بسبب النقص في المؤن، وشدة الحرارة، ومضايقة الأتراك وأقترح ريموند، حتى يجنَّب الجيش الدمار المحقَّق أن يتوجه صوب الشمال الشرقي إلى قسطموني، ومنها إلى إحدى المدن البيزنطية على ساحل البحر الأسود. على أن الرحالة إلى قسطموني كانت بطيئة وشاقة بسبب نفاذ المؤن وتدمير الأتراك للمحاصيل الزراعية، وردمهم للآبار، وتعَّرض الصليبيون بهجوم تركي مفاجئ فتفّرقوا لا يلوون على شيء قبل أن يعيد ريموند لمَّ شعثهم ولما وصلوا إلى أطراف قسطنوني، كان على ريموند أن يشق طريقاً بين الجموع التركية إلى الساحل، على أن اللمباردين، أصُّروا مجدداً على التوجه إلى الشرق، ونزل في الأطراف على رأيهم مرغمين [3] واجتاز الجيش الصليبي نهر هاليس إلى بلاد الدانشمنديين ووصل أفراده إلى مدينة مرسيفان الواقعة في منتصف الطريق بين النهر وأماسية [4]. وعندما أدرك الأتراك أن القوة الصليبية أضحت منهكة تقدَّموا نحوها واصطدموا بها، ولم يمض وقت طويل حتى

[1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا ص 97.
[2] الحروب الصليبية (2/ 43) رنسيمان ..
[3] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى ص 98.
[4] المصدر نفسه ص 98.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست