responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 614
5 - بعد عكا: كان لسقوط عكا تأثيره الكبير على وضع المسلمين وعلى الرغم من أن الضربة لم تكن قاضية، إلا أن هذا الحدث أضعف المسلمين كثيراً بحيث ركنوا بعده إلى الدفاع السلبي، والذي من مظاهره تخريب بعض القلاع والحصون لكي لا تقع بيد العدو ثم يجعل منها مرتكزاً للهجوم على المناطق الإسلامية صحيح أن فشل جيش صلاح الدين في حصار صور يعتبر بداية لخط الإنكسار الإسلامي، إلا أن هذا الفشل يوضع في التحليل الأخير ضمن اخفاقات جيش صلاح الدين، وليس ضمن انتصارات الصليبيين، والقصد من ذلك أن ما حصل في صور هو عدم نجاح حصار المسلمين لاحدى المدن، أما في عكا فقد هزم المدافعون عنها وانتصر الصليبيون [1].

سادساً: وقعة أرسوف: وضع ريتشارد قلب الأسد خطة تقضي باسترداد المدن الواقعة على شاطئ فلسطين من عكا حتى عسقلان قبل أن يتوجه إلى الداخل ليسترد بيت المقدس فغادر عكا يوم الخميس في 29 رجب 587هـ/22آب 1191م على رأس الجيش الصلَّيبي متخذاً الطريق الساحلي حيث يلقى جناحه الأيمن الحماية والتموين من الأسطول الصليبي، لم تكن ظروف الرحلة سهلة، فقد عانى الصليبيون من شدة الحر وقلة المؤن، وخراب المدن والقرى التي مروا بها، ومضايقة المسلمين لمؤخرتهم [2] والواقع أن صلاح الدين لم يشأ أن يدع الجيش الصليبي يزحف بسلام وإنما رحل في إثره، وكان يخشى أن يتحرك ريتشارد قلب الأسد نحو عسقلان ليحتلها ويتخذ منها قاعدة يقطع بواسطتها طريق الاتصال بينه وبين بيت المقدس ومصر التي تمده بالقوة الضاربة وبعد أن استولى الصليبيون على حيفا التي أخلتها حاميتها الإسلامية، استأنفوا زحفهم نحو قيسارية ولما اقتربوا منها في 71شعبان/30 آب" أضحى الالتحام بين الجيشين وشيك الوقوع، تمتَّع المسلمون بميزة حرية الحركة في الوقت الذي حصر الصليبيون أنفسهم بينهم وبين البحر [3]، وكان القتال الحاد ينشب بينهم كل يوم وحاول صلاح الدين استدراج الصليبيين إلى الداخل حتى ينحرفوا عن خط سيرهم بمحاذاة الساحل، فيفقدوا ميزة دعم الأسطول، إلا أن ريتشادر قلب الأسد، الذي اتصف بالبراعة القتالية لم يقع في فخ

[1] الجيش الأيوبي ص 468.
[2] النوادر السلطانية ص 189.
[3] تاريخ الأيوبيين ص 189.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 614
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست