responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 615
صلاح الدين، وحافظ على خط سيره، ودعا رجاله إلى الحفاظ على النظام، وإلا ينساقوا وراء الاستفزازات الإسلامية، مفَّوتاً فرصة طالما كان صلاح الدين توّاقاً إليها (1)
واستولى الصليبيون على قيسارية الخاوية على عروشها بعد أن خربَّها المسلمون ولم يستفيدوا منها بزاد أومال، ثم واصلوا زحفهم حتى بلغوا مشارف أرسوف وتحركوا باتجاه غايتها الواقعة في شمال شرقي المدينة على امتداد ميلين من البحر، حيث كان السهل من الاتساع ما يكفي لنشوب اشتباك [2] وقرَّر صلاح الدين الذي سبق العدو إلى الغابة، أن يصطدم به في هذا المكان فعبَّأ قواته استعداداً للمواجهة، وحين علم ريتشارد قلب الأسد بخطته تصرف على محورين:
- أرسل بطلب نجدة صليبية من عكا.
- حاول تسوية القضايا مع صلاح الدين بالطرق السلمية والراجح أن صلاح الدين أراد أن يكسب الوقت حتى تصل قوات التركمان التي كان قد طلبها، فتظاهر بقبول مبدأ التفاوض وأناب عنه أخاه العادل الذي اجتمع بريتشارد قلب الأسد (في 12 شعبان/[5] أيلول) لكن المفاوضات تعثرت بسبب تصلب ريتشارد قلب الأسد في موقفه، إذ أصرَّ على أن يتنازل المسلمون عن الأماكن التي فتحوها في مملكة بيت المقدس، فبادر العادل على الفور إلى قطع المفاوضات ولم يبق أمام الطرفين سوى القتال [3]. ووصلت، في هذا الأثناء، نجدات عسكرية إلى كل من الطرفين فتعَّبأ للقتال وبدأ المعركة في ضحى (يوم السبت 14 شعبان 587هـ/7 أيلول) أحاط الفرسان المسلمون في بدايتها بالصليبيين وأوشكوا أن يقضوا عليهم، لكن ريتشارد قلب الأسد ثبت في القتال، وأعاد تنظيم صفوف قواته بسرعة، فمال ميزان المعركة إلى صالحه ولم تلبث صفوف المسلمين أن تداعت [4]، ولما رأى صلاح الدين ما نزل بالمسلمين صاح فيهم وحرضهم على الجهاد في سبيل الله، وبقي هو ثابتاً في المعركة، فلما رآه الناس على تلك الحالة من الشجاعة والصبر توافدوا عليه، وقاتلوا الصليبيين قتال الأبطال حتى تمكنوا من دحرهم وإجبارهم على التراجع إلى منزلتهم [5].

(1) المصدر نفسه ص 189 ..
[2] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الأيوبيين ص 190.
[3] النوادر السلطانية ص 273 - 275 تاريخ الأيوبيين ص 190.
[4] تاريخ الأيوبيين ص 190.
[5] صلاح الدين والصليبيون ص 270 النوادر السلطانية ص 184.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 615
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست