responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 467
مواصلاتها وتموينها وطول هذه الخطوط بالنسبة للعدو ... وإذ كان الهدف الأساسي في عملياته العسكرية في المستقبل هو تحرير القدس واستعادة الأراضي التي سيطر الصليبيون عليها، فإن دمشق هي القاعدة الأساسية الأكثر مناسبة لمثل هذه العمليات ولذلك جعلها صلاج الدين مركزه الدائم ولا يغادرها إلى مصر إلا لتنفقد أحوالها [1].

5 - معركة تل القاضي: ظل صلاح الدين في مصر عدة أشهر بعد معركة الرملة، حتى تحقَّق له أن كل شيء أضحى تحت سيطرته ثم غادرها متوجهاً إلى دمشق، فوصل إليها يوم السبت في 24شوال عام 574هـ/شهر نيسان عام 1179م، وأمضى بها بقية تلك السنة، وكل ما وقع من حروب آنذاك لم يتجاوز شنَّ بعض الغارات وردَّ بعض الهجمات والواقع أن صلاح الدين انهمك بحصار بعلبك بعد أن رفض حاكمها محمد بن عبد الملك المعروف بابن المقدم، التنازل عنها لصالح تورانشاه أخي صلاح الدين، لكنه لم يهمل أمر حصن مخاضة الأحزان، وصرَّح لأمرائه أنه إذا أتم الصليبييون بناءه "نزلنا عليه وهدمناه إلى الأساس" [2] وبعد أن فرغ من أمر بعلبك، التفت إلى الحصن، وطلب من الصليبيين أن يهدموه، فطلبوا، مقابل ذلك، النفقات التي بذلوها في تشييده، فعرض عليهم ستين ألف دينار، ثم رفع المبلغ إلى مائة ألف، ولكنهم رفضوا ذلك [3]، وحدث في شهر ذي القعدة عام 574هـ/شهر نيسان عام 1179م أن اعتدى بلدون الرابع على بعض الرعاة المسلمين الذين خرجوا لرعي ماشيتهم في المراعي القريبة من بانياس، وشاركه همفري دي تورون سيد تبين، فأرسل صلاح الدين قوة عسكرية بقيادة ابن أخيه عز الدين فروخشاه ليستطلع الأمر، فاشتبك مع العدو وبالقرب من شقيف أرنون [4]، وانتصر عليه، ولم يتمكن الملك من النجاة إلا بفضل بسالة همفري الذي جرح في المعركة، وتوفي بعد ذلك متأثراً بجراحه، وكانت وفاته خسارة كبرى للصليبيين [5].
وكان صلاح الدين قد خرج من دمشق عندما علم بنبأ الانتصار لحصار حصن بيت الأحزان، لكنه اكتفى بمهاجمة حاميته، إذ بلغت استحكاماته الدفاعية من المتانة ما حمله على الارتداد بعد مضي بضعة أيام، فعسكر عند تلك القاضي في سهل مرجعيون غربي بانياس،

[1] صلاح الدين القائد وعصره ص 213.
[2] مفرج الكروب 2/ 72).
[3] الكامل في التاريخ (9/ 439 - 441) تاريخ الأيوبيين ص 127.
[4] شقيف أرنون: قلعة حصينة جداً في كهف من الجبل قرب بانياس.
[5] تاريخ الأيوبيين ص 128.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست