responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
كثير من العلوم والمعارف ([1]
وكانت وظائف الخانقاة كثيرة ومتعددة، منها شيخ الخانقاه إمامها وناظر وقفها ومدرسو المذاهب ومعيدوهم والكحال والجرائحي والطبائعي وخازن الكتب وكاتب الغيبة والشاهد والمؤذن والمزملاتي، ومشرف الحمام، ومشرف المطبخ والطباخ وخادم الشيخ وخادم الربعات الشريفة والبواب والفراش وسواق الساقية والوقاد ونحوهم، وإن دل هذا الكم من الوظائف على شيء، فإنما يدل على حجم ما كان في هذه الخانقاوات من وظائف متنوعة كان كل واحد من أربابها يتقاض نظير عمله بالخانقاه أجراً نقدياً راعى فيه الوقف أن يتناسب مع ثرائه المالي ومقامه الاجتماعي، علاوة على ما كانوا جميعاً يشتركون فيه من أجر عيني انحصر في المأكل من الخضروات واللحوم والأرز واللبن والعسل والحلوى ونحوها وفي الملبس والصابون وغير ذلك من الأرزاق الوافرة التي كانت توزع عليهم [2]، وقد سار صلاح الدين على نهج استاذه نور الدين فأهتم بهذه المؤسسات ورّوادها من الصوفية، وأحسن إليهم واستشارهم في كثير من الأمور ويجل علماءهم وجلس إليهم واستمع إلى نصحهم، ووقفوا معه في حروبه ضد الصليبيين في مواقع كثيرة [3]، فقد نشأ صلاح الدين وترعرع مع أبيه نجم الدين أيوب الذي كان خيراً، حسن السيرة، كثير الإحسان إلى الفقراء والصوفية والمجالسة لهم [4]، قال ابن كثير: كان شجاعاً، كثير الصلاة، وله خانقاه بالديار المصرية، ولو بدمشق خانقاه [5]، وقد رأى ابن خلكان في بعلبك خانقاه للصوفية، يُقال لها النجمية، وهي منسوبة إليه، ومدحه بأنه كان كثير الصلاح [6]. كان كثير الصلاح ([7]
إلا أن التأثير الكبير في أخلاق وشخصية صلاح الدين، جاء من سيّده نور الدين، الذي تعلّم منه طرائق الخير، ومحبة أهل الله، والاجتهاد في أمور الجهاد، وقد سار على الدرب نفسه الذي سلكه سلفه، فقبل أن يشرع بتخليص البلاد من براثن الصليبيين بقي اثنتي عشرة سنة (570 - 582هـ) يعمل من أجل تحقيق الوحدة، وإعداد قوّة الإسلام المادية الروحية، فزاد من إنشاء الرُّبَط والخوانق والزوايا، وجعل منها مدارس عسكرية وتربوية، قال الصفدي: وأربى على نور الدين في جميع ذلك، وأردف كلامه هذا شعراً:

[1] خانقاوات الصوفية في مصر (1/ 23) ..
[2] المصدر نفسه (1/ 23، 24).
[3] صلاح الدين والصليبيون أحمد الشامي ص 81.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن البطولة والغداء عند الصوفية ص 103.
[5] البداية والنهاية نقلاً عن البطولة والغداء ص 103.
[6] وفيات الأعيان (1/ 257).
[7] البطولة والفداء عند الصوفية ص 104 ..
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست