اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 206
رسم العباسية [1].
ومما لا شك فيه أن قطع الخطبة الجامعة من الجامع الأزهر وما صاحب هذا من تعطيل دراسة مذاهب الشيعة بالأزهر، الذي ظل طوال العصر الفاطمي أضخم مراكز الدعوة الإسماعيلية بمصر في العالم [2]، ثم تحويل الأزهر إلى جامعة سنية لتدريس علوم السنة وهو ما استمر عليه الحال حتى اليوم - مع هجرة علماء أهل السنة للتدريس فيه قد أدى إلى نشر علوم السنة بمصر وفي أغلب أرجاء العالم الإسلامي [3].
4 - إتلاف وحرق الكتب الشيعية الإسماعيلية: عمد صلاح الدين إلى الآلآت الملوكية الفاطمية، وكنوز القصر الفاطمي، فعمل على إفسادها وأهدى بعضها إلى نور الدين زنكي، والبعض الآخر إلى الخليفة العباسي، ثم طرح باقيها للبيع، بحيث دام البيع فيها مدة عشر سنين [4] وتنقلت إلى البلاد بأيدي المسافرين الواردين والصادرين [5]، واستولى على كتب الدعوة الإسماعيلية، التي احتوت عليها مكتبة القصر الفاطمي، فأحرقها وألقاها على جبل المقطم، ثم فرق الكتب غير المذهبية التي صودرت من مكتبة القصر، على كبار علماء وأنصار دولته، مثل العماد الأصفهاني والقاضي الفاضل، وأبي شامة الأصفهاني، مما يؤكد أن هدف صلاح الدين كان إحراق كتب الدعوة الشيعية الرافضية فقط [6] وفي الحقيقة كانت كتب الدعوة الشيعية الإسماعيلية من أهم وسائل التأثير التي يتخذها دعاة الفاطميين للترويج لدعوتهم وقامت السلطات الأيوبية بإحراق كتب الإسماعيلية، بحيث لم يتبق من كتب الدعوة الإسماعيلية إلا الكتب التي احتفظ بها أنصار الفاطميين باليمن والهند بعد سقوط دولتهم بمصر [7].
5 - ألغى جميع الأعياد المذهبية للفاطميين: لم يغب عن فكر صلاح الدين، خطورة أثر الأعياد والمآتم والحسينيات المذهبية للشيعة في الترويج لمذهبهم وترسيخ معتقداتهم في نفوس المصريين، فألغى جميع الأعياد المذهبية للفاطميين مما أدى إلى إنقراضها من مصر منذ ذلك الوقت، وبدهاء سياسي - ومنطلق [1] المصدر نفسه ص 94. [2] تاريخ مصر الإسلامية زمن سلاطين بني أيوب ص 97. [3] المصدر نفسه ص 97. [4] كتاب الروضتين (2/ 210) تاريخ مصر الإسلامية ص 61. [5] تاريخ مصر الإسلامية ص 61. [6] المصدر نفسه ص 62. [7] المصدر نفسه ص 62.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 206