responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 175
الدين: هذا رأيي وبه أعمل.
ووافقهما صلاح الدين يوسف بن أيوب، ثم كثر الموافقون لهم على القتال، فاجتمعت الكلمة على اللقاء وهذا يبين هيبة نور الدين في قلب وقادة عسكره وجنوده، فأقام بمكانه حتى أدركه المصريون والفرنج وهو على تعبئة - وهنا برزت عقلية أسد الدين شيركوه وخبرته العسكرية فقد جعل الأثقال في القلب يستكثّر بها، ولأنه لم يمكنه أن يتركها بمكان آخر فينهبها أهل البلاد ثم إنه جعل صلاح الدين ابن أخيه في القلب وقال له ولمن معه: إن الفرنج والمصريين يظنون أنني في القلب فهم يجعلون جَمْرتهم بإزائه وحملتهم عليه، فإذا حملوا عليكم فلا تصدقوهم القتال ولا تهلكوا نفوسكم واندفعوا بين أيديهم، فإذا عادوا عنكم فارجعوا في أعقابهم واختار من شجعان أصحابه جمعاً يثق إليهم ويعرف صبرهم وشجاعتهم، ووقف بهم في الميمنة، فلما تقابل الطائفتان فعل الفرنج ما ذكره أسد الدين وحملوا على القلب ظناً منهم أنه فيهم، فقاتلهم مَنْ به قتالاً يسيراً، ثم انهزموا بين أيديهم، فتبعوهم، فحمل حينئذ أسد الدين فيمن معه على من تخلفَّ من الفرنج الذين حملوا على القلب - المسلمين والفرنج - فهزمهم ووضع السيف فيهم فأثخن، وأكثر القتل والأسر، وانهزم الباقون، فلما عاد الفرنج من أثر المنهزمين الذين كانوا في القلب رأوا مكان المعركة من أصحابهم بَلْقعاً ليس بها منهم دَّيار، فانهزموا أيضاً وكان هذا من أعجب ما يؤرَّخ: أن ألفي فارس تهزم عساكر مصر وفرنج السَّاحل [1].

ج- حصار الإسكندرية:
ثم سار أسد الدين إلى ثغر الإسكندرية وجبى ما في طريقها من القرى والسَّواد من الأموال، ووصل إلى الإسكندرية فتسلَّمها من غير قتال؛ سلمَّها أهلها إليه فاستناب بها صلاح الدَّين ابن أخيه، وعاد إلى الصَّعيد وتملَّكه وجبى أمواله وأقام به حتى صام رمضان وأما المصريون والفرنج فإنهم عادوا إلى القاهرة وجمعوا أصحابهم وأقاموا عوض من قُتل منهم، واستكثروا، وحشدوا، وساروا إلى الإسكندرية - وبها صلاح الدين في عسكر يمنعونها منهم، وقد أعانهم أهلها خوفاً من الفرنج، فاشتد الحصار وقَلَّ الطعام بالبلد، فصبر أهلها على ذلك، ثم إن أسد الدين سار من الصعيد نحوهم، وكان شاور قد أفسد بعض من معه من التركمان، ووصله رسل المصريين والفرنج يطلبون الصُّلح [2].

س- المفاوضات النورية - الصليبية بشأن الجلاء عن مصر: وبعد مفاوضات بين الطرفين تّم عقد صلح على الأسس التالية:

[1] الباهر ص 132 - 133، كتاب الروضتين (2/ 13).
[2] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 14).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست