responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 71
[1] - كان عماد الدين زنكي رجلاً ذا هدف واضح، وهذا أول شروط النجاح، وكان جاداً ومثابراً في تنفيذ خططه، وكان غالباً لا يهادن الصليبيين قاسياً عليهم وكان حريصاً على نشر الخوف في حصونهم وقلاعهم ومدنهم، وكان يقدر الظروف الحربية، فقد هادن جوسلين عندما قدم إلى الموصل لكي يتفرغ لإصلاح البلاد وتجنيد الأجناد، وتجنب مهاجمة مملكة بيت المقدس، حتى لا يثير أوروبا ضده، فقد كان هدفه القضاء على الأطراف مثل الرها، وأضعاف أنطاكية والقضاء على إمارة طرابلس وله فقه كبير في السياسة الحربية [1] ستبين بإذن الله تعالى عند الحديث عن جهوده الوحدوية وأعماله الجهادية.
2 - نظام الإقطاع العسكري: أدرك زنكي ضرورة توزيع الإقطاعات على أمرائه وجنده نظراً لطبيعة الظروف الحربية والسياسية التي جابهتها إمارته، حيث انتشرت مجموعة من الإمارات المحلية المتنافسة في الجزيرة والشام والجبال وشرقي الموصل، فضلاً عن إمارات الصليبيين، فكان ذلك يحتم عليه اتباع الأساليب التي تضمن له تشكيل قوة عسكرية متمكنة، يخلص أفرادها لأميرهم ومصلحة إمارتهم بناء على وجود مصالح مشتركة، وليس ثمة في تلك الفترة ما هو أحسن من الأسلوب الاقطاعي لضمان تكوين الجندي المخلص والجيش القوي المنظم لذلك كان أول عمل قام به زنكي عند دخوله الموصل 521هـ هو "تقرير قواعد الجنود وإقطاع العساكر" [2]، كما جعل من منهجه قبل الاصطدام مع الصليبيين، الاستيلاء على ما بقي من البلاد الشامية والجزرية، وإصلاح شأنها، والفرغ من إقطاع بلادها لجند يختبرهم ويعرف نصحهم وشجاعتهم [3]، وفي سبيل تحقيق ذلك عقد هدنة مؤقتة مع صليبي الرها [4]، ولم تكن معظم مدن الموصل والجزيرة وشمالي الشام خاضعة لزنكي عند توليته هذه المناطق رسمياً من قبل السلطان السلجوقي، لذا غدت معظم عمليات التوزيع الاقطاعي متوقفة إلى حد كبير على فتوحاته ومتدرجة زمنياً مع أوقات هذه الفتوحات، فكان كلما استولى على بلد " رتب أموره وأقطع أعماله الأجناد والأمراء [5]، وفضلاً عن قيام المقطع بالدفاع عن المنطقة وامداد جيوش زنكي بقوات من عنده في حالات القتال [6]، فقد استخدم الأخير الاقطاع لأغراض أخرى أهمها الغرض

[1] الحروب الصليبية والأسرة الزنكية ص 169، 171.
[2] الباهر ص 36 عماد الدين زنكي ص 218.
[3] الباهر ص 37 عماد الدين زنكي ص 218.
[4] الباهر ص 37، مفرج الكروب (1/ 36).
[5] الكامل نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 218.
[6] مفرج الكروب (1/ 103) عماد الدين زنكي ص 218.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست