responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 67
الحامية وفي الوقت نفسه، كان النقابون: العارفون بمواضع النقوب: يعملون على نقب بعض المناطق الواقعة تحت الأبراج وبعد ذلك وضعوا فيها الأخشاب وأحرقوها فسقطت الأبراج واحترق السور واندفع جند زنكي إلى داخل الحصن [1].

* أسلوب الاشتباك: اتبع زنكي أسلوب الاشتباك مع حامية الحصن حالماً بفسح المجال بذلك، إذ تبدأ المنجنيقات أولاً - بضرب الأسوار، وما أن تحدث بعض الفتحات حتى يقوم عدد من جنده بهجوم سريع على تلك المناطق والاشتباك مع الحامية، فإذا ما قضوا على المدافعين فتحوا الطريق أمام الجيش للدخول إلى الحصن والاستيلاء عليه [2].
* الناحية التموينية: كان عماد الدين زنكي يؤكد في حصاره للحصون على الناحية التموينية، فيفرض حصاراً اقتصادياً على الحصن. فضلاً عن الحصار العسكري [3]، كما كان يؤكد على إثارة حماسة الجند بأن يشترك هو نفسه في الهجوم على الأسوار كما حدث في معركتي عقر الحميدية عام 528هـ [4] والرها عام 539هـ [5].

* الحروب المفتوحة: فقد اتبع زنكي أسلوب الحرب المفتوحة، حيث تقسم القوات إلى عدة مجموعات على رأس كل منها أمير: ميمنة، قلب، ميسرة، مقدمة، مؤخرة. وقد ظهرت براعة زنكي وقواده في استخدام الأساليب المختلفة في القتال كنصب الكمائن [6] وفي الحالات التي كانوا يرون فيها أن من الخطورة الدخول بمعارك مفتوحة مع العدو، أما لقلة عددهم، أو لعدم ملائمة الظروف العسكرية لهذا النوع من القتال، في هذه الحالات، كان زنكي وقواده يلجأون إلى شن الغارات على معسكرات العدو والانسحاب بسرعة وكانوا يستهدفون من ذلك أقلاق تلك المعسكرات ونشر الخوف والفوضى في صفوفها وذلك بما يحدثونه في أطرافها من قتل واختطاف ونهب وتخريب، مما يؤدي. أيضاً إلى اضطراب في تموين العدو، وهو عامل هام لاضعافه،
وقد حققت هذه الأساليب انتصارات عديدة لزنكي ورجاله [7]. وكان زنكي - أحياناً
أخرى - يمارس ضغطه الاقتصادي ضد أعدائه عن طريق القيام بعمليات النهب والتخريب في المناطق التي تمد حصون هؤلاء بالتموين، كما حدث في

[1] ذيل تاريخ دمشق ص 279.
[2] الاعتبار ص 155 عماد الدين زنكي ص 203.
[3] ذيل تاريخ دمشق ص 279.
[4] عماد الدين زنكي ص 203.
[5] مفرج الكروب (1/ 93 - 94).
[6] ذيل تاريخ دمشق ص 259 عماد الدين زنكي ص 204.
[7] الباهر ص 55 - 56 مفرج الكروب (1/ 78، 79).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست