اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 550
- يؤدي له مبلغ ألف دينار عن كل مرحلة من مراحل الرحلة من بيت المقدس إلى نهر النيل، البالغ عددها سبعاً وعشرين مرحلة.
- يمنح هدية لكل من يصحبه من فرسان الأسبتارية الذين كانوا يشكلون عماد جيش مملكة بيت المقدس، في محاولة منه لإغراء فرسانها بالاشتراك بالحملة.
- يتكفَّل بنفقات علف أفراسهم، مقابل مساعدته لإخراج أسد الدين شيركوه من مصر [1] وهكذا انغمس شاور في اللعبة السياسية بين الأعداء الكبار محاولاً بذلك إثارتهم لمصلحته الخاصة ولا شك بأن عموري الأول كان آنذاك يراقب تطورات الموقف السياسي والعسكري في مصر، فلما علم بزحف أسد الدين شيركوه ازدادت مخاوفه، ولما وصلت إليه دعوة شاور رحَّب بها، وبذلك لم يُضع الفرصة عليه لدخول مصر وإن اختلف الحليف، الأمر الذي لا يهمه في شيء فكل ما يعنيه هو دخول مصر [2].
3 - حملة عموري الثانية على مصر: فشلت حملت عموري الأول على مصر واضطر إلى الإنسحاب والعودة إلى بيت المقدس وكانت في عام 558هـ/1163م وعند اتيحت الفرصة مّرة أخرى لدخول مصر بادر عموري الأول، فور تلقيه دعوة شاور، إلى عقد مجلس في بيت المقدس حضره بارونات المملكة، وتقرَّر فيه تلبية دعوة شاور بعد أن أوضح للمجلس أنّ في قدرته تجهيز حملة لغزو مصر دون أن يضعف من دفاعات المملكة، وبخاصة أنه وصل وقتئذ من أوروبا عدد من الحجاج لزيارة بيت المقدس يمكن الاستفادة منهم في المجهود الحربي وأمل في أن يتمكَّن من احتلال مصر لحساب الصليبيين، وقرَّر بأن يتولى بوهميوند الثالث، أمير أنطاكية، إدارة شؤون المملكة خلال غيابه [3]، وأسرع ملك بيت المقدس بالزحف إلى مصر على رأس قواته للمرة الثانية في شهر رمضان عام 559هـ / شهر آب عام 1164م واتصل، فور وصوله إلى فاقوس [4] بشاور واتفقا على حصار أسد الدين شيركوه في بلبيس وصمد هذا الحصن للحصار مدة ثلاثة أشهر دافع أسد الدين شيركوه خلالها عن مواقعه [5]، وفجأة قرَّر عمورى الأول الدخول في مفاوضات معه للجلاء المزدوج عن مصر، فما الذي حدث في الأفق السياسي حتى أقدم على هذه الخطوة؟ - وهنا تبرز عبقرية نور الدين العسكرية وقيادته الفذة فقد - تلقَّى عموري الأول أنباء مزعجة من بلاد الشام بتعرض [1] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 330. [2] المصدر نفسه ص 330. [3] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 331. [4] فاقوس: مدينة في جوف مصر الشرقي وهي آذار ديار مصر من جهة الشام في الجوف الأقصى الحمودي (4/ 232). [5] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 331.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 550