responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 451
أدت إلى إنحطاط هيبة الصليبيين في الشام مما شجع القوى الإسلامية على الغارة بجرأة على الإمارات الصليبية، ثم إنها كانت المناسبة التي ظهر فيها نجم آخر من نجوم الجهاد الصليبي هو نور الدين محمود زنكي الذي أحيا مشروع أبيه لتوحيد الجبهة الإسلامية ضد الصليبيين وهو المشروع الذي سيستكمله صلاح الدين فينجح في التمهيد لإنهاء الحروب الصليبية، ولقد نجح نور الدين في استغلال الظروف التي أعقبت فشل الحملة الصليبية الثانية في توحيد الشام تحت قيادته هذه المرة على حساب حاكم دمشق، ثم استأنف جهاده للصليبيين بنجاح مما شجع القوى الإسلامية الأخرى مثل سلاجقة الروم والآراتقة والتركمان على التقدم لمواجهة الصليبيين خاصة في الرها وأنطاكية بل وتحالفوا أيضاً في جهودهم حتى استطاع نور الدين زنكي أن يوحد بلاد الشام كلها تحت قيادته من الرها شمالاً حتى حوران جنوباً فقامت دولة إسلامية موحدة مركزها دمشق، وكانت هذه هي الخطوة الأولى نحو تكوين الجبهة التي ستمتد من الفرات إلى النيل للتصدي بحق لهذا الخطر الصليبيي [1] هذه هي أهم النتائج.

رابعاً: سياسة نور الدين محمود في ضم دمشق:
كان نور الدين يحاول التقرب من أهل دمشق وكسب ثقتهم ويستغل كل فرصة تحقق له ذلك سعياً منه لتحقيق هدفه الرئيسي بضم دمشق دون حرب، وقد وصلته أخبار في نهاية عام 544هـ/1149م عن أعمال نهب وتخريب يقوم بها الفرنجة في مناطق حوران التابعة لدمشق دون أن يردعهم أحد [2] وكان المطر قد انحبس حتى ذلك الوقت وعانى الناس من القحط، فتوجه نور الدين بجيشه حتى وصل بعلبك، وراسل مجير الدين آبق حاكم دمشق، يقول له: إنني ما قصدت بنزولي هنا طلباً لمحاربتكم، وإنما دعاني لهذا الأمر كثرة شكاية أهل حوران بأن الفلاحين أخذت أموالهم، وسبيت نساؤهم وأطفالهم بيد الفرنج، وعدم الناصر لهم، ولا يسعني مع ما أعطاني الله تعالى وله الحمد من الاقتدار على نصرة المسلمين وجهاد المشركين، وكثرة المال والرجال، أن أقعد عنهم ولا انتصر لهم مع معرفتي بعجزكم عن حفظ أعمالكم والذب عنها والتقصير الذي دعاكم إلى الاستصراخ بالفرنج على محاربتي وبذلك لهم أموال الضعفاء والمساكين من الرعية، ظلماً لهم وتعدياً عليهم، وهذا مالا يرضي الله ولا أحداً من المسلمين، ولابد من المعونة بألف فارس تجّرد مع من يوثق بشجاعته من المقدمين لتخليص ثغر عسقلان وغزة [3].

[1] السقوط ص 136.
[2] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 100.
[3] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 100.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست