اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 450
المنطقة لتصحيح خطأ الإنقسام الإسلامي الذي مهد للغزاة القدوم للمنطقة.
4 - بروز نجم نور الدين الدين محمود: فالحملة المذكورة دعمت وجود نور الدين محمود في حلب إلى حد كبير، فعلى الرغم من خشية الدماشقة من تطلعاته السياسية، إلا إنهم صاروا على علاقات ودية معه أفضل من قبل تلك الأحداث [1]، وتدعم وضعه السياسي في شمال الشام، بصورة أقوى، فقد اعترف الدماشقة ضمنياً بقوة نفوذه السياسي، وطلبوا منه العون ضد مملكة بيت المقدس، حليفة الأمس [2].
5 - ضعف حكام دمشق: والحملة المذكورة تلقي الضوء على مدى الضعف الذي وصلت إليه أتابكية دمشق، إذ أنها لم تتمكن من مواجهة الزحف الصليبي عليها، ولذلك طلبت العون العسكري الخارجي ولا ريب في أن ذلك الوهن أدركه نور الدين محمود بصورة مؤكدة على نحو جعله يخطط أكثر من ذي قبل من أجل توحيد الجبهة الإسلامية وضم دمشق [3].
6 - تدمير حصن العريمة: استغل نور الدين محمود أول فرصة سنحت له للعمل المشترك مع معين الدين أنر فقد استعان رايموند أمير طرابلس بنور الدين ومعين الدين ضد أحد أمراء الفرنجة الذين حضروا مع الحملة الفرنجية الثانية من ضمن الجيش الفرنسي هو برتراند كونت تولوز، لم يرجع هذا الأمير مع الجيش الفرنسي إلى فرنسا بعد انتهاء الحملة، وإنما توجه إلى الشمال في البحر محاذياً للشاطئ حتى صار بمحاذاة إمارة طرابلس نزل إلى البر ومعه فرسانه، فاقتحم حصن العريمة التابع لإمارة طرابلس وتحصن فيه وأعلن نيته في الاستيلاء على طرابلس معتبراً نفسه أحق بها من أميرها رايموند، ولم يتمكن رايموند أمير طرابلس من التغلب عليه، فحاول الاستعانة بباقي الإمارات الفرنجية وعندما لم يجد منهم استجابة بعث يستنجد بنور الدين ومعين الدين اللذين بادرا بسرعة لحصار الحصن بقواتهما واستوليا عليه وأسرا كل من كان فيه ثم دمرا الحصن حتى استوى مع الأرض، وعاد كل منهم إلى مدينته [4]، وتدل هذه الحادثة على مدى الأثر السيء الذي أحدثه فشل الحملة الفرنجية الثانية على وضع الإمارات الفرنجية في المشرق الإسلامي [5].
7 - كسر هيبة الصليبيين في نفوس المسلمين: يعتبر العديد من المؤرخين فشل الحملة الصليبية الثانية تلك نقطة تحول في تاريخ الصراع الإسلامي - المسيحي، فبالإضافة إلى أنها [1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 184. [2] المصدر نفسه ص 185. [3] المصدر نفسه ص 185. [4] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 97. [5] المصدر نفسه ص 98.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 450