اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 386
الشيخ، فإذا لم يجد للشيخ عذراً استغفر له ودعا بالتوفيق ولا يخبر أحداً بما حدث منه ولا يعتقد أن الشيخ معصوم، وإنما حصل منه وإنما هو عن غفلة.
ت- ملازمة الشيخ وعدم الانقطاع عنه وإذا حدث وأن عبس في وجهه أو غضب عليه أو ظهر إعراض فليفتش في نفسه وما عسى أن يكون قد وقع منه من سوء أدب أو تفريط بترك أمر الله أو فعل نهيه وعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل.
ث- أن يلتزم بالآداب أمام شيخه وأن يتخير أفضل الأساليب عند التخاطب معه وأن يفعل معه ما يسره.
ح- أن يحظى الشيخ بثقة مريده ويقينه بأنه أهل لأن يتلقى العلم والمعارف على يديه.
ج- أن يحذر من مقارفة الذنوب لأنها تذهب ببركة العلم وتغير الحال كما حدث لآدم حينما أخرج من الجنة بسبب الذنب.
س- ألا يتكلم أمام شيخه إلاَّ للضرورة وأن يسكت إذا دارت مسألة عند شيخه ولو كان الجواب عنده بل ينتظر ما يقوله شيخه ولا يعارض [1].
والذي ننبه إليه أن تكون الطاعة في المعروف فإذا أملى الشيخ ما يوافق الكتاب والسنة فلا شك في لزوم طاعته أما إذا أملى الشيخ ما يخالف الكتاب والسنة فالواجب عدم طاعته هذا إذا كان الشيخ معروفاً بالدين والإيمان والاستقامة والصلاح، أما من عرف بالابتداع والفجور فيجب الأنكار عليه، وبيان بدعته وفجوره وتحذير الناس منه فضلاً عن أن يطاع فيما يأمر به [2].
3 - الآداب المتعلقة بالشيخ تجاه مريده: لكي تتم عملية التربية السلوكية بنجاح ولأنها مسؤولية مشتركة تتم من طرفين هما المريد والشيخ، فإن الشيخ عبد القادر الجيلاني يضع آداباً وواجبات لابَّد أن يراعيها الشيخ أثناء تعامله مع المريد وهي:
أ- أن يقبله لله تعالى ويتعهده بالنصيحة والرفق واللين فيكون معه كأبيه وأمه شفقة ورحمة وألاَّ يحمله مالا يطيق، بل يتدرج معه حتى ينقله من موافقة الطبع إلى أوامر الشرع ومن الرخص إلى العزائم.
ب- إذا علم منه صدق المجاهدة فلا يتهاون معه بل يلزمه بأوامر الله ويزجره عن نواهيه [1] الغنية للجيلاني (2/ 164). [2] الشيخ عبد القادر الجيلاني ص 531.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 386