responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 342
لقد ظهر في هذا العهد كبير من علماء الفقه والأصول، وبخاصة على المذهب الشافعي، والحنفي والحنبلي [1]. ولا عجب في ذلك - الاهتمام الكبير بالفقه والفقهاء - فقد كان الفقه مصدر التشريع، وعليه يعتمد الحكّام فيما يصدرونه من أحكام، وكان الملك قبل أن يصدر حكماً مهماً يحرص بأن يظفر أولاً بموافقة الفقهاء، بمختلف مذاهبهم على هذا الحكم كما جرى في دمشق حينما عقد الملك العادل نور الدين محمود مجلساً مع الفقهاء للتشاور فيما ينوي اتخاذه في أمر الأوقاف والمصالح المتعلقة بالمساجد، والمدارس و ... ومصارف الأوقاف وجواز نقلها إلى مصالح أخرى أهم من الأولى، ولم يتخذ نور الدين حكماً إلا بعد أن استمع لمشورة جميع الفقهاء وحظي بموافقتهم، وناقشهم فيما ينوي القيام به، وكُتِب في ذلك محضر في صورة ما جرى في ذلك المجلس، ووقّع عليه جميع الحاضرين [2].
وقد اهتم العلماء بفروع أخرى من العلوم، وركزوا فيه دراساتهم وكان أشهر هذه الفروع "الفرائض" الذي يُعد باباً من أبواب الفقه نال اهتماماً خاصاً من العلماء في هذا العهد الأهميته وكثرة الاحتياج إليه، حتى أصبح علماً قائماً بذاته، وموضوعه: البحث عن أحوال قسمة التركة بين مستحقيها على فروض مقّدرة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الباب من أصعب أبواب الفقه [3]، وممن برز في علم الفرائض في العهد الزنكي: الإمام الحافظ حجة الله أبو عبد الله محمد بن أبي محمد بن محمد بن ظفر المكي الصِقلّى المتوفى سنة 565هـ/1169م وكان قد صنف تصانيف كثيرة في علوم عديدة كان منها أرجوزة في الفرائض [4].

كما خصّ كثير من العلماء جهودهم في العهد الزنكي بعلمي الخلاف والجدل وصنّفوا فيها المؤلفات الحسنة [5].
وقد جّد العلماء في العهد الزنكي في دراسة وتحصيل علوم العربية وآدابها فلا يكاد يوجد عالم من المشتغلين بالعلوم الشرعية إلا وقد عني بدراسة هذا العلوم باعتبارها أساساً من أهم الأسس التي تقوم عليها العلوم الشرعية، وقد حظيت العلوم العربية وآدابها بعناية فائقة من الزنكيين حيث حرص الحكام وأمراء هذه الأسرة على اختيار العلماء الأفذاذ في هذا المجال لتولي مناصب الكتابة والإنشاء، وكانوا يستقدمون لهذه الوظائف من ذاع صيته وشأنه في هذه العلوم واجتمع في المدن الزنكية خلال تلك الفترة طائفة كبيرة من اللغويين

[1] المصدر نفسه.
[2] كتاب الروضتين نقلاً عن الحياة العلمية ص 263.
[3] الحياة العلمية ص 264.
[4] معجم الأدباء (19/ 49) الحياة العلمية ص 264.
[5] الحياة العلمية ص 265.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست