responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 336
وما يتصل بها من العلوم اللغوية والأدبية، وإنما كانت هناك مدارس علمية تُدرّس فيها مختلف التخصصات العلمية إلى جانب ذلك التخصص الموجه من الدولة، الذي يتوافق مع مصالح الأمة وعقيدتها، فقد نالت ميادين علمية كثيرة نصيباً من اهتمامات الدارسين والباحثين، وقدمت فيها دراسات علمية رائدة، وصنفت فيها كتب مهمة، اعتمد عليها كثير ممن جاء بعدهم حيث ظهرت دراسات متخصصة في العلوم التاريخية والجغرافية وعلوم الرياضيات والفلك، إضافة إلى تدريس الطب في كثير من البيمارستانات المنتشرة في المدن الزنكية، وظهر من بين المشتغلين بهذه التخصصات علماء كان لهم أثر كبير في إثراء المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات المتخصصة التي ظلت رافداً للعلوم الإسلامية حتى الوقت الحاضر [1]، واتساع أفق التفكير الإسلامي في هذا العد وتنوع الدراسات والبحوث التي قدمت فيه نتيجة واضحة للنشاط العلمي الذي شهدته المدن الزنكية خلال ذلل العهد وإليك أهم تلك العلوم.

1 - العلوم الشرعيّة: كانت الغلبة في ميادين العلوم في العهد الزنكي للعلوم الشرعيّة من قراءات وتفسير وحديث وفقه وأصوله ثم علوم اللغة العربية وآدابها، وهذا الأمر يتفق مع ترتيب العلماء للعلوم حسب أهميتها، فقد رتبوها إلى علوم شرعية وعلوم أخرى تخدمها وتوضحها، وفي هذا المجال ذهب الإمام الماوردي المتوفى 405هـ/1058م إلى أن أفضل العلوم هي علوم الدين إذ قال: إنه: لم يكن إلى معرفة جميع العلوم سبيل وجب صرف الاهتمام إلى معرفة أهمها، والعناية بأولها، وأفضلها، وأولى العلوم وأفضلها علم الدين، لئن الناس بمعرفته يرشدون وبجعله يضلون، إذا لا يصلح أداء عبادة جهل فاعلها صفات أدائها، ولم يعلم شروط أجزائها [2]، وهذا رأى ابن جماعة أيضاً عندما قال: إذا تعددت الدروس قِدُم الأشرف فالأشرف، والأهم فالأهم، فيقدم تفسير القرآن، ثم الحديث، ثم أصول الدين، ثم أصول الفقه، ثم المذاهب ثم الخلاف، أو النحو أو الجدل [3]، وتشتمل العلوم الشرعية على فروع عديدة من أهمها:
أ- علم القرآن: وقد نشط علم القراءات في العهد الزنكي وكان من العلوم التي تُدرّس في دور التعليم المختلفة، كما ظهر عديد من علماء القراءات الذين كانت لهم مصنفات مهمة في القراءات في العهد الزنكي:
- عبد العزيز بن علي بن محمد بن سلمة أبو حميد وأبو الأصبغ السماني الإشبيلي

[1] الحياة العلمية ص 237.
[2] أدب الدنيا والدين ص 44.
[3] تذكرة السامع والمتكلم ص 35، 36.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست