responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 335
فرق بينه وبين الرجال في عدم النظر، فعاد الخادم، وذكر ذلك لزوجها بحضرة الملك، فأرسلوا إليها امرأة برسالة الملك فخاطبتها وأجابته إلى ذلك وأقامت بحلب إلى أن توفيت، وتوفي زوجها الكاساني بعدها سنة 587هـ/1191م ودفن عندها بحلب [1] وقد تحدث الدكتور محمد بن عزوز عن جهود المرأة الدمشقية في رواية الحديث الشريف بنوع من التفصيل.
4 - أساليب التقويم: لم يُعرف في العهد الزنكي ما يشير إلى أنه يطلب من المتعلمين تأدية امتحان بعد الانتهاء من الدراسة - كالامتحانات التي تُعقد في عصرنا هذا - ولكن الأساتذة كانوا يمنحون طلبتهم الأكفاء شهادات أو إجازات ينصون فيها على أن الطالب قد أتم دراسة منهج معين، إشراف الشيخ الفلاني دون أن يؤدي الطالب امتحاناً، والغرض من الإجازة الإقرار بكفاية الطالب واجتهاده، وانكبابه على العلم، وتفرغه للدراسة والبحث، وكانت الإجازات العلمية شهادات شخصية يمنحها الشيوخ لمن يرون فيه الكفاية ولا علاقة لها بمنظمة تعليمية معينة - كما هي عليه الحال في الوقت الحاضر - وإذا كانت الإجازة إقرار بأن الطالب قد أتم دراسة كتب معينة، أو إقرار له بصلاحيته للتدريس، أو الفتوى بناء على مجهود علمي قام به فهي بذلك تعُد أحد أساليب التقويم، كذلك إذا كانت ألقاب العلماء تعني المكانة العلمية التي بلغها العالم أو المدرس بالنسبة لعلماء عصره فهي أيضاً تعُد من أساليب التقويم وقد انحصرت أساليب التقويم في العهد الزنكي في هذين المعيارين، الإجازات العلمية، والألقاب العلمية، كالإمام والحافظ والشيخ والفقيه والمحدث، والمقرئ [2].

ثالثاً: ميادين العلوم في العهد الزنكي: شملت النهضة العّلمية في العهد الزنكي مختلف العلوم، فلم يقتصر الاهتمام بالعلوم الشرعية واللغوية والأدبية دون غيرها وأن كانت الصيغة العامة لمدارس الزنكيين والدراسات التي قامت بها، هي الاهتمام بدراسة مذهب أو أكثر من المذاهب السُنّية، لكون هذا جزءاً من الأهداف التي أنشئت من أجلها هذه المدارس وتلك الدور التي ركزت اهتمامها على نشر المذهب السني ومقاومة المذهب الشيعي الذي كان منتشراً في بعض المناطق في مدة سابقة على حكم الزنكيين للمنطقة، وبخاصة في بلاد الشام، وبعض مناطق الجزيرة إبان فترة خضوعها للدولة الفاطمية الشيعية [3] في مصر. ولكن هذا لا يعني بكل الأحوال اقتصار التعليم في ذلك العهد على تدريس الفقه أو غيره من فروع العلوم الشرعية

[1] الجواهر المضيّة (4/ 123، 124) الحياة العلمية ص 216.
[2] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 220 إلى 331.
[3] المصدر نفسه ص 237.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست