responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 326
الرذائل، واستقدموا آلاف العلماء، والمربين المشهورين للقيام بواجب التدريس في المدارس والتوجيه في المساجد وكانوا من خريجي المدرستين الغزالية والقادرية [1] ولم يكن التعليم لدى دولة نور الدين مجرد نشاط أكاديمي يستهدف توفير الموظفين والمهنيين، وإنما كان بالدرجة الأولى نشاطاً عقائدياً استهدف إعادة صياغة الجماهير المسلمة بما يتفق وأهداف الإسلام والحاجات القائمة [2]. وكانت الصفة الجماعية للنشاط التعليمي الذي رافق الدولة الزنكية تبدو واضحة من تباري الوزراء القادة والأغنياء والرجال والنساء في إنفاق أموالهم في بناء المدارس والمؤسسات التعليمية وتوفير الفرصة لجميع أفراد الأمة لدخولها والاستفادة [3] منها فقد أعطت الخطة الزنكية أهمية خاصة لتعليم كافة المسلمين من عمال وفلاحين ومزارعين من الكبار والصغار والرجال والنساء، وعملت الخطة على تعليم الجميع أصول العقيدة وأركان الدين والقيم والمبادئ الإسلامية، كما عمدت الخطة الحكيمة على تعرية المذاهب الهّدامة، والفرق الضالة من إسماعيلية باطنية، وشيعية إمامية، وشعوبية، وأبانت عن خطرها وضررها على النفس والمجتمع والأمة وأن ولا خروج من المحنة، ولا خلاص من الضياع إلا بالعودة إلى روح الدين النقية الطاهرة في صورتها الأولى التي كانت عليها سلف هذه الأمة دون زيادة أو نقصان، ودون تعقيدات فلسفية ومجادلات كلامية، لا طائل من ورائها ولا خير فيها ولا في مروجيها.
لقد التزمت الدولة الزنكية بالإسلام عقيدة وعملاً ومنهج والتزمت بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة للجميع، فأصلحت ما يمكن إصلاحه من أصحاب الاتجاهات والفلسفات كالصوفية المنحرفةِ التي استطاعت الدولة الزنكية أن تنقيها مما علق فيها من أتباع الفكر الإسماعيلي الباطني، فأقامت لشيوخها الزّوايا والأربطة وأنفقت عليهم الأموال، وأمدتهم بالعطايا والهبات، وأخرجت التصوف من أسر الفكر الباطني وبذلك أصبحت المؤسسات الصوفية تؤدي دورها - التربوي ونشر السلوك الإسلامي وفق منهج أهل السنة والجماعة إلى جانب المدارس والمساجد في التوجيه والإرشاد والتعليم والتهذيب حسب الخطة العامة للدولة وتحت إشراف المجلس التعليمي الأعلى. لقد وجه التعليم الإسلامي عناية خاصة لإعداد الأمة كلها للجهاد بكافة أنواعه من الإعداد المادي والمعنوي وتربية النفوس ومجاهدتها في ذات الله، ومجاهدة الشيطان والجهاد بالمال والنفس، والتعبئة الروحية

[1] المصدر نفسه ص 334.
[2] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 257.
[3] المصدر نفسه ص 258، 259.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست