responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 324
المبحث السادس: أهمية التربية والتعليم في النهوض الحضاري:
أدرك المشرفون على عملية التغيير وفقه النهوض أن عز هذه الأمة وقوتها في تمسكها بدينها وعملها بكتاب ربها وسنة نبيها وأن الجيل الأول من سلف هذه الأمة ما انتصر على أعدائهم إلا بقوة العقيدة، وأن النصر والتأييد والتمكين لهذه الأمة مقرون بالالتزام بعقيدة التوحيد الخالصة، والعمل بمقتضاها، وأن هذه الأمة تكون هدفاً للسهام وطعمة لسيوف الأعداء بمجرد الزيغ عن هذه العقيدة، والإنحراف عن هذا المنهج وأن الهزائم التي حلت بالمسلمين أمام حملات الصليبيين كانت ثمرة طبيعية ونتيجة حتمية للانحراف العقائدي والفساد الفكري الذي أصاب الأمة [1]، وقد ألهم الله قادة الأمة من أمثال نور الدين محمود إلى إدراك دور العقيدة الصحيحة في صناعة النصر وأن الأمة بدونها تتحول إلى قطيع من الأغنام لا تقوى على شيء ولذلك فإن أول ما بدأت به عملية التغيير والإصلاح والتجديد هو إعادة بناء العقيدة في النفوس، وإعادة صياغة الإنسان المسلم على التوحيد الخالص، بتجديد العقيدة في نفوس الناس وإزالة كل ما علق بالنفوس من بدع وعقائد فاسدة ولذلك راحوا يواجهون التحديات الباطنية في إفساد العقائد الإسلامية بنشر العقيدة الصحيحة عن طريق مؤسسات تجسد العقيدة في النفوس وواقع الحياة اليومية عن طريق التعليم الإسلامي النقي في عدد من المدارس والمساجد تم إنشاؤها وإعدادها لهذا الغرض قام بالتدريس فيها صفوة من علماء الأمة وخيرة مفكريها [2].
وقد كانت بداية حركة الإصلاح والتجديد على يد السلاجقة السنة الذين زحفوا على بغداد واستنقذوا الخليفة العباسي من الأسر والذل الفاطمي الرافضي الشيعي بعد الإنقلاب الذي دبرته الدولة الفاطمية على يد القائد العسكري البساسيري الذي تشيع وترفض واعتنق المذهب الإسماعيلي، وقد هدى الله قادة تلك الدولة السلجوقية السنية إلى أن السيوف تفل السيوف، وأن الحجة لاتقرع إلا بالحجة، وأن الأفكار والعقائد لابد من غرسها عن طريق التعليم والتربية والتهذيب لا بالسيف والسنان خصوصاً وأن مذهب أهل السن والجماعة هو مذهب الحق ودين الله تعالى الذي بعث به رسوله، فأنشاوا لهذا الغرض ما عرف باسم المدارس النظامية نسبة إلى الوزير العظيم نظام الملك وقد تحدثت عن سيرة نظام الملك والمدارس النظامية في كتابي دولة السلاجقة والمشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني

[1] لا طريق غير الجهاد لتحرير القدس ص 320.
[2] المصدر نفسه ص 321.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست