responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 290
مَدَاياً من عزاز، وخمسة أفدنة بمزرعة الحميرة المُطخ، أثني عشر فداناً من مزرعة الغرزل من المعّرة، وثلث قرية بيت راغِل من الغربيّات وعشرة دكاكين بسوُق الهواء منها ثلاثة تمام والباقي شركة الجامع الكبير، وأحكار ظاهر باب أنطاكية، وباب الفرج وباب الجِنان [1]، وكثرة هذه الأوقاف تدل على مقدار المال الوفير الذي تدرّه هذه الأوقاف لتأمين نفقات هذا البيمارستان الكبير [2]، وقد أشار محمد كرد إلى وجود مكتبة متخصصة داخل البيمارستان تشمل على كثير من الكتب الطبية التي أوقفها الملك نور الدين محمود على هذا البيمارستان [3]، مما يؤكد أثر هذا البيمارستان في النشاط العلمي في هذا العهد إلى جانب الوظيفة الطبية التي كان يقوم بها [4].
ب- البيمارستان النوري في دمشق: ينسب هذا البيمارستان للملك نور الدين محمود زنكي قال عنه ابن الأثير: وبنى البيمارستانات في البلاد، ومن أعظمها البيمارستان الذي بنأه بدمشق، فإنه عظيم كثير الخرج بلغني أنه لم يجعله وقفاً على الفقراء فحسب، بل على كافة المسلمين من غني وفقير [5]، وذكر أبو شامة أن لأصل بنائه قصة عجيبة وهي: أن نور الدين رحمه الله وقع في أسره بعض أكابر الملوك من الفرنج، خذلهم الله تعالى، فقطع على نفسه في فدائه مالاً عظيماً، فشاور نور الدين أمراءه فكل أشار بعدم إطلاقه لما كان فيه من الضرر على المسلمين، ومال نور الدين إلى الفداء بعدما استخار الله تعالى، فأطلقه ليلاً لئلا يعلم أصحابه وتسلم المال، فلما بلغ الفرنجي مأمنه مات، وبلغ نور الدين خبره، فأعلم أصحابه فتعجبوا من لطف الله تعالى بالمسلمين حيث جمع الحسنيين وهما الفِداء، وموت ذلك اللّعين، فبنى نور الدين رحمه الله بذلك المال هذا البيمارستان ومنع المال الأمراء لأنه لم يكن عن إرادتهم كان [6]، كما علق أبو شامة على قول ابن الأثير: بلغني أنه لم يجعله وقفاً على الفقراء حسب، بل على كافة المسلمين من غني وفقير ([7]
فقال: وقد وقفت على كتاب وقفه فلم أره مشعراً بذلك، وإنما هذا كلام شاع على ألسنة العامة ليقع ما قدره الله تعالى من مزاحمة الأغنياء للفقراء فيه والله المستعان،

[1] الدرالمنتخب ص 231 الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 413.
[2] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 414.
[3] خطط الشام (6/ 187) الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 414.
[4] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 414.
[5] التاريخ الباهر ص 170 الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 456.
[6] كتاب الروضتين نقلاً عن العهد الزنكي ص 456.
[7] المصدر نفسه ص 457 ..
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست