responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 291
وإنما صّرح بأن ما يعزُّ وجوده من الأدوية الكبار وغيرها لا يمنع منه من احتاج إليه من الأغنياء والفقراء، فخصّ ذلك بذلك، فلا ينبغي أن يتعدى إلى غيره، لاسيما وقد صّرح قبل ذلك بانه وقف على الفقراء، والمنقطعين، وقال بعد ذلك: من جاء إليه مستوصفاً لمرضه أعطى وروى أن نور الدين رحمه الله شرب من شراب البيمارستان فيه - أي دواء للعلاج - وذلك موافق لقوله في كتاب الوقف: من جاء إليه مستوصفاً لمرضه أعطي. والله أعلم [1] وهذا الشرط يؤكد الهدف الاجتماعي النبيل من إنشاء هذا البيمارستان إذ كان الفقراء موضع عناية كبيرة لدى الملك نور الدين [2] رحمه الله وذكر كرد علي أن هذا البيمارستان ظل عامراً إلى سنة 317هـ/1899هـ وكان أطباؤه وصيادلته لا يقلون عن عشرين رجلاً حتى قامت بلدية دمشق بإنشاء مستشفى للغرباء في الجانب الغربي من التكيّة السليمانية المطّلة على المرج الأخضر وجمعت له إعانات وأخذ مبلغ من واردات البلدية وأوقاف المستشفى النوري واحتفل في 15 ذي القعدة 1317هـ بافتتاح المستشفى الجديد [3]، أما بناية المستشفى النوري فقد جعلت مدرسة للبنات ثم اتخذت سنة 1356هـ/1937م داراً لمدرسة التجار الرسمية [4] وحالة البيمارستان النوري الحاضر جيدة وقد رُمّمت قبة المدخل حديثاً على الشكل الذي كانت عليه ويقام فيه حالياً: متحف الطب والعلوم عند العرب التابع للمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية [5].
وقد اشتهر البيمارستان النوري في دمشق في عهد نور الدين محمود زنكي بتدريس الطب، وقد أشار إلى ذلك ابن أبي أصيبعة وهو يُترجم لشيخه الطبيب أبي المجد بن أبي الحكم المتوفي سنة 570هـ/1174م فذكر أن أبا المجد كان يدور على المرضى بالبيمارستان الكبير النوري، ويتفقد أحوالهم، ويعتبر أمورهم، وبين يديه المشارفون والقوام لخدمة المرضى، فكان جميع ما يكتبه لا يتوخر عنهم، وكان مع فراغه من ذلك، وطلوعه على القلعة وافتقاده المرضى من أعيان الدولة، يأتي ويجلس في الإيوان الكبير الذي للبيمارستان، وجميعه مفروش ويحضر كتب الاشتغال، فكان جماع من الأطباء والمشتغلين يأتون إليه ويقعدون بين يديه ثم تجري مباحث طبية ويُقرئ التلاميذ، ولا يزال معهم في اشتغال ومباحثة ونظر في الكتب

[1] المصدر نفسه ص 457.
[2] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 457.
[3] خطط الشام (6/ 159) الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 408.
[4] تاريخ البيمارستانات ص 213 أحمد عيسى.
[5] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 458.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست