responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 219
النهضة الفكرية في عهده بقوله في وصف دمشق:
كأنها جنة الخلد دانية ... قصورها فتحت منها المقاصير
في كل قطر بها للعلم مدرسة ... وجامع جامع للدين معمور
يتلى القرآن به في كل ناحية ... والعلم يذكر فيه والتفاسير
تكامل الحسن فيه مثل ما كملت ... أوصاف مولى بنشر العدل مشهور
الملك والدين والدنيا بأجمعها ... وللخليفة من أنواره سور (1)

3 - دور نورالدين في إعادة مصر إلى المعسكر السني: لم يقدر لنور الدين أن يحكم مصر حكماً مباشراً، ومن ثم لم تتهيأ له الفرصة ليقيم فيها مؤسسات فكرية تعمل على تغيير الاتجاه الشيعي في هذا الإقليم - وتنتشله من مستنقع البدع والضلال - وتعيده إلى رحاب السنة مرة أخرى، فالمؤسسات العقائدية السنية التي قامت في مصر حسبت كلها في رصيد الأيوبيين، حتى ما أنشيء منها في حياة نور الدين وكان له فيها أثر غير مباشر، ذلك أن الأيوبيين قدر لهم يستمروا في قيادة الإحياء السني في مصر بعد وفاته، فنسبت معظم الجهود - إن لم يكن كلها - إليهم. ولكنا مع هذا لا يسعنا إلا أن نقرر الحقيقة وهي أن الأيوبيين كانوا تلاميذ نور الدين في هذا الاتجاه، فما ينسب إليهم لا بد أن نلمس فيه أثره، ونلمح فيه توجيهاته، وذلك علاوة على الدور الكبير الذي قام به في إعادة مصر إلى المعسكر السني، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: في أي الجوانب إذن تركز دور نور الدين في تحويل مصر إلى هذه الوجهة [2]؟ يذكر المقريزي: أن الخليفة لأمر الله العباسي انتهز فرصة الاضطرابات في مصر عقب مقتل الخليفة " الظافر " في المحرم سنة 549هـ/1154م وتولية ابنه: " الفائز " وكان طفلاً صغيرا، فأرسل إلى نور الدين يطلب منه أن ينتهز هذه الفرصة ويزحف على الساحل الشامي ومصر ويأخذها من أيدي الفاطميين وكتب له بهما عهداً. كما ذكر هذه الرواية بشيء من التفصيل السيوطي في حسن المحاضرة [3]، ويفهم من الروايتين أن الخليفة المقتفي هو الذي وجه نظر نور الدين إلى مصر وأنه شجعه على ذلك وأن توجيه الخليفة كان نقطة البداية في محاولة استعادة مصر إلى المعسكر السني [4].
ولا نستطيع أن ننكر الجهود الكبيرة التي قام بها الخليفة المقتفي ووزيره يحي بن هبيرة في دعم

(1) التاريخ السياسي والفكري ص 218.
[2] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 218.
[3] حسن المحاضرة (2/ 3) اتعاظ الحنفا (3/ 223).
[4] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 219.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست