responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 218
الكبير: تقي الدين أبو القاسم على ابن الحسين بن هبة الله بن عساكر ت (571هـ/1175م) وكان عمدة في الحديث والفقه وعلم الكلام، وصفه ابن خلكان بأنه: من أعيان الفقهاء والشافعية ولكن غلب عليه الحديث فاشتهر به [1] وهذه العلوم الثلاثة: أعني الحديث والفقه، وعلم الكلام، كانت تدخل من ضمن الثقافة السنية في تلك الفترة ولذلك قربه نور الدين منه وادناه من مجلسه واستمع إليه وفوض إليه القيام بمهمة الإشراف والتدريس بدار الحديث النورية وعناية نور الدين بالحديث الشريف - على هذا النحو - تعبر عن إدراك تام لقيمة الدور الذي تؤديه العناية بهذا الجانب: من تهيئة الناس وإعدادهم للجهاد في سبيل الله وحثهم عليه في بيئة تواجه باستمرار خطر العدو الذي يحتل مقدسات المسلمين ويتربص بهم الدوائر، كما أن هذه الحفاوة بالحديث الشريف تعكس لنا ميل نور الدين إلى هذا الفرع من فروع الثقافة السنية؟ فقد شارك العلماء في هذا الميدان فحدث بحلب ودمشق عن جماعة من العلماء أجازوا له رواية الحديث منهم: أبو عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي المصري [2].
الاتجاه الثالث: كان موجهاً إلى العناية بتربية النشء تربية سنية فإن نور الدين بني في دمشق وغيرها من البلاد مكاتب للأيتام وأجرى عليهم وعلى معلميهم النفقات الوفيرة، كما خصص للأيتام الذين يقرأون القرآن - بالمساجد التي شيدها - أوقافاً - معلومة [3] يذكر ابن كثير: أن نور الدين وقف وقفاً: على من يعلم الأيتام الخط والقراءة، وجعل لهم نفقة وكسوة [4]. وخصص نور الدين لهذه المؤسسات التعليمية - على اختلاف أنواعها - الأوقاف الكثيرة التي تمكن طلابها وأساتذتها من التفرغ لتعلم العلم وتعليمه حتى إن ابن الأثير ذكر أنه بلغه من خبير بأعمال الشام أن وقوف نور الدين كانت تغل في عام 608هـ/1211م تسعة آلاف دينار كل شهر [5]، لذلك لن نعجب إذا وجدنا من يصف بلاد الشام بأنها كانت قبل نورالدين خالية من العلم وأهله، وفي زمانه صارت مقراً للعلماء والفقهاء والصوفية لصرف همته إلى بناء المدارس والربط وترتيب أمورهم [6] ويصور أحد الشعراء المعاصرين لنور الدين وهو علي بن منصور أبو الحسن السروجي 572هـ/1176م

[1] وفيات الأعيان (2/ 471 - 473).
[2] الباهر ص 165، كتاب الروضتين نقلاً عن التاريخ السياسي ص 217.
[3] الباهر ص 172 التاريخ السياسي والفكري ص 217.
[4] البداية والنهاية نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 217.
[5] الباهر ص 172 التاريخ السياسي والفكري ص 218.
[6] كتاب الروضتين نقلاً عن التاريخ السياسي والفكري ص 218.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست