responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 188
[4] - ولم يلبس قط ما حّرمه الشرع من حرير أو ذهب أو فضة [1]، وحكي لي عنه أنه حمل إليه من مصر عمامة من القصب الرفيع مذهبة فلم يحضرها عنده، فوصفت له فلم يلتفت إليها، وبينما هم معه في حديثها، إذ قد جاءه رجل صوفي فأمر له بها فقيل له: إنها لا تصلح لهذا الرجل، ولو أعطي غيرها لكان أنفع له، فقال: أعطوها له فإني أرجو أن أعّوض عنها في الآخرة. فسلمت إليه فسار بها إلى بغداد فباعها بستمائة دينار أو سبعمائة، وأنا أشك أنها كانت تساوي أكثر [2].

5 - قال رضيع الخاتون " زوجة نور الدين ": إنها قلت عليها النفقة ولم يكفها ما كان قد قّرره لها، فأرسلتني إليه أطلب منه زيادة في وظيفتها (أي مخصصاتها المالية)؟ فلما قلت له ذلك تنكر واحمّر وجهه ثم قال: من أين أعطيها، أما يكفيها مالها؟ والله لا أخوض نار جهنم في هواها، إن كان تظن أن الذي بيدي من الأموال هي لي فبئس الظن؛ إنما هي أموال المسلمين ومرصدة لمصالحهم ومعدّة لفتق - إن كان - من عّدو الإسلام وأنا خازنهم عليها فلا أخونهم فيها، ثم قال: لي بمدينة حمص ثلاث دكاكين ملكاً قد وهبتها إياها فلتأخذها: وكان يحصل منها قدر قليل نحو عشرين ديناراً [3].
6 - قال ابن كثير: كان نور الدين عفيف البطن والفرج، مقتصداً في الإنفاق على أهله وعياله في المطعم والملبس حتى قيل: إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلى نفقة منه، من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا [4]. وكان عمر الملاّء رجلاً من الصالحين الزاهدين، وكان نور الدين يستقرض منه في كل رمضان ما يفطر عليه، وكان يرسل له بفتيت ورقاق فيفطر عليه [5]. وكان إذا أقام الولائم العظيمة لا يمّد يده إليها إنما يأكل من طبق خاص فيه طعام بسيط [6].
* وأما مقّر سكن حاكم الجزيرة والشام ومصر واليمن فكانت دار متواضعة تطل على النهر الداخل إلى القلعة من الشمال، ألحق بها صُفّة يخلو فيها للعبادة، فلما ضربت الزلازل دمشق، بنى بإزاء تلك الصفة بيتا من الأخشاب: فهو يبيت فيه ويصبح ويخلو بعبادته

[1] الباهر ص 164 نور الدين محمود ص 40.
[2] الباهر ص 165 نور الدين محمود ص 40.
[3] الباهر ص 164 نور الدين محمود ص 40
[4] البداية والنهاية نقلاً عن نور الدين محمود ص 41.
[5] البداية والنهاية نقلاً عن نور الدين محمود ص 41.
[6] مرآة الزمان (8/ 315) نور الدين محمود ص 41.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست