responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 118
ومما قاله في هذا الباب:
سقى الله بالزوراء [1] من جانب الغرب ... مهاً وردت عين الحياة من القلب
عفائف إلا عن معاقرة الهوى ... ضعائفُ إلا في مغالبة الصبَّ
عقائلُ تخشاها عُقيلُ بن عامر ... كواعب لا تعطى الدَّمام على كعب
إذا جاذبْهَُنَّ البوادي مزيَّة ... من الحسن شبهَّن البراقع بالنقب
تظلمتُ من أجفانهنَّ إلى النَّوى ... سفاها وهل يعدي البعادُ على القُرب
ولما دنا التوديع قلت لصاحبي ... حنانيك سربي عن ملاحظة السَّرب
إذا كانت الأحداق نوعاً من الظُّبا ... فلا شك أن اللحظ ضرب من الضرب
هبوني تعشقت الفراق ضلالة ... فأصبحت في شعب وقلبي في شِعْب
فمالي إذا ناديت ياصبُر منجداً ... خذلت، ولبى إن دعا حرقةً لبَّي
تقضَّى زماني بين بينٍ وهجرة ... فختامَ لا يصحو فؤاديَ مِنْ حبَّ
وأعجب ما في خمر عينيه أنها ... تضاعف سكري كلما قللَّت شربي
إذا لم يكن في الحب عندي زيادة ... تُرجَّى فما فضلُ الزيارة عن رغبَّ
فصرت إذا ما هزَّني الشوق نحوهم ... أحلت عذولي في الغرام على صحبي (2)

2 - ابن منير الطرابلسي يمدح عماد الدين في بارين: شاعر الشام أبو الحسين، أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي، صاحب ديوان مشهور وله نظم بديع وكان يلقب بمُهَذَّب الدين ويقال له: عين الزمان [3] قال ابن عساكر: رأيته مرات، وكان رافضيّاً، خبيث الهجو والفُحش، سجنه بُورى مدة - حاكم دمشق - وهمَّ بقطع لسانه، ثم تَسَحَّبَ، فلما ولي شمس الملوك عاد إلى دمشق، فلبغ شمس الملوك عنه أمرٌ، وأراد صلبه، فاختفى، وهرب، ثم قدم في صحبة نور الدين، وتوفي في جمادي الآخر سنة ثمان وأربعين وخمس مائة بحلب وكان هو والقيسراني كفرسي رهان، ولكن القيسراني سُنيَّ دَيَّن [4].

ولقد صّور ابن منير في مدائحه الزنكية كفاح المسلمين البطولي ضد الغازين الصليبيين

[1] الزوراء: أي مدينة الزوراء، وسميت دجلة بغداد الزوراء.
(2) الأدب في بلاد الشام ص 189.
[3] سير أعلام النبلاء (20/ 223).
[4] المصدر نفسه (10/ 224).
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست