اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 116
حتى تعود ثُغورُ الشام ضاحكة ... كأنما حَلَّ في أكنافها عمر (1)
ويعتبر عماد الدين زنكي أول من مدحه ابن القيسراني من الزنكيين وكان جمال الدين الأصفهاني وزير عماد الدين السبيل الذي أوصله إليه، فنظم في جمال الدين القصائد ومدحه بمدائح كانت - كما يقول العماد - أجود ما سمع من منظومة في الأفاضل [2] ومما قاله في مدح جمال الدين الأصفهاني
وإذا الوفود إلى الملوك تبادرت ... فعلى جمال الدين وفدْ محامدي
يا حبذا هم إليك أصارني ... وعزيمةْ تقفو رياضة قائد
أنا روضةٌ تزُهى بكل غريبة ... أفرائدي من لم يُفْر بفرائدي
إن ساقني طلُب الغنى أو شاقني ... حبُّ العُلا فلقد وَردَتُ مواردي
ومتى عَدّدْت إلى نداك وسائلي ... أعْدَدْتُ قصدي من أجلَّ مقاصدي
حتى أعود مِن امتداحك حالياً ... وكأنني قُلَّدتُ بعض قلائدي (3)
ومما قال فيه أيضاً:
ومروَّع سَكَنَتْ خوافقُ أمنه ... لولا جمال الدين عزَّ أمانه
أمحمد بن عليَّ اعتنقْ الأسى ... فكري فضاق بفارس مَيدانُهُ
ما بالُ حادي المجد مغبَّر المدى ... وأخو الهُوَينى روضةٌ أعطانُهُ
وأنا الذي لا عيب فيه لقائل ... مالم يُقلْ هذا الزمان زمانه
فهل المحامد ضامناتٌ عنكَ لي ... معنىً على هذا البيانِ بيانُه؟
وهي القوافي ما تناظر بالندى ... إلا وقام بفضلها برهانُهُ
ما كان بيتُ فضيلةٍ في فارس ... إلا ومن عربيتي سلمانُهُ (4)
وقد أورد الذين ترجموا لابن القيسراني طائفة مختارة من شعره ولاسيما العماد الكاتب في خريدته وياقوت في إرشاده وقد درس مجموعة من الناقدين شعره ومن أشهرهم من المعاصرين الدكتور عمر موسى باشا وقد أشار إلى أن شعره تميز باتجاهات عامة ثلاثة، تصور
(1) كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 132). [2] الأدب في بلاد الشام في عصور الزنكيين والأيوبيين والمماليك ص 177.
(3) الخريدة (1/ 104، 106) الأدب في بلاد الشام ص 177.
(4) الأدب في بلاد الشام عصور الزنكيين والأيوبيين والمماليك ص 178.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 116