responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 115
يمنع الصليبيين من أن ينفذوا إلى أعالي وادي نهر العاصي، كما أن موقعها الاستراتيجي يجعلها تسيطر على حماة وحمص، ويُعُّد فتحها بالغ الأهمية في مشاريعه المستقبلية [1].

1 - الشاعر ابن القيسراني يخلد انتصار عماد الدين في بارين: قال عنه الذهبي في سيره: سيد الشعراء، أبو عبد الله، محمد بن نصر بن صغير بن خالد القيسراني ولد بعكَّا ونشأ بقيسارية، وسكن دمشق وامتدح الملوك .. وقرأ الأدب، وأتقن علم الهيئة والهندسة قال عنه السمعاني: هو أشعر من رأيته بالشام، ولد سنة ثمان وسبعين وأربع مئة، وتوفي سنة ثمان وأربعين، وخمس مئة [2] ويعتبر القيسراني من أشهر شعراء العهد الزنكي وقد خلد انتصارات عماد الدين في بلاد الشام، وشهد بأم عينيه البطولة الإسلامية وهي تحقق الانتصارات الرائعة على الصليبيين وقد قال هذا الشاعر قصيدة مدح فيها عماد الدين زنكي وخلد انتصاره على الفرنجة في معركة بارين أمنع حصونهم،
سنة 534هـ [3].
حذار منا وأنَّى ينفع الحَذَرُ ... وهي الصوارم لا تبقي ولا تَذَرُ
وأين ينجو ملوك الشَّرك من مَلِكِ ... مَمْ خيلُهُ النصر لا بل جُنْدُهُ القَدَرُ
سلُّوا سيوفاً كأغماد السُّيوفِ بها ... صالوا فما غَمَدُوا نَصْلاً ولا شهروا
حتى إذا ما عماد الدين أرهَقَهُم ... في مأزق مِنْ سَنَاه يَبْرُقُ البَصَُر
وَلَّوْا تفيقُ بهم ذَرْعاً مسالكهم ... والموتُ لا ملجأٌ منه ولا وَزَرُ
وفي المسافة من دون النَّجاة بهم ... طُولٌ وإن كان في أقطارها قِصَرُ
وأصبح الدَّين لاعيناً ولا أثراً ... يخاف والكُفْرُ لاعين ولا أثُر
فلا تخف بعدها الإفرنج قاطبة ... فالقوم إن نفروا أَلْوى بهم نَفَرُ
إن قاتلوا قُتلوا أو حاربوا حُرِبوا ... أو طاردوا طُرِدوا أو حاصروا حُصِروا
وطالما استفحل الخطُب البهيمُ بهم ... حتى أتى مَلِكُ آراؤه غُرَرُ
والسيف مُفْترِعٌ أبكارَ أنفسهم ... ومن هنالك قيل الصارم الذَّكرُ
لا فارَقَتْ ظِلَّ محيي العَدْل لامعة ... كالصُّبْح تطوي من الأعداء ما نَشَروُا
ولاَ انثنى النَّصُر عن أنصار دَوْلته ... بحيث كان وإن كانوا به نُصِرُوا

[1] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 137.
[2] سير أعلام النبلاء (20/ 226).
[3] الأدب العربي من الإنحدار إلى الإزدهار ص 25.
اسم الکتاب : عصر الدولة الزنكية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست