responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 55
النجاة فى أهله وحشمه تحت جنح الظلام، ودخل المرابطون أغمات عام 449هـ/ 1057م وأقاموا فيها ما يقرب الشهرين، وتحركوا حركات حربية مُحكَمة للقضاء على فلول المُغراويين، واستطاعوا قتل أمير أغمات وتزوج أبو بكر بن عمر من زينب النفراوية زوجة لقوط المغراوي.
ثم سار أبو بكر بن عمر فى جموع المرابطين إلى أرض برغواطة وكان أميرهم يومئذٍ أبا حفص بن عبد الله بن أبى غفير بن محمد بن معاذ، ونشبت بين المرابطين والبرغواطيين وقائع ومعارك حامية الوطيس أصيب فيها العالم الربانى والمقاتل الميدانى والفقيه الموجِّه ابن ياسين بجراح أودت بحياته إلى الشهادة, نحسبه كذلك ولا نُزكِّى على الله أحدًا، حمل على إثر تلك الجراح إلى مقرِّ القيادة فى معسكر المرابطين، وقبل خروج روحه جمع رؤساء وشيوخ المرابطين وحثَّهم على الثبات فى القتال، وحذَّرهم من عواقب التفرقة والتحاسد فى طلب الرياسة، ولم يلبث أن فارق الحياة [1]، فعلى أمثال هؤلاء الرحمة والمغفرة والرضوان من الرحيم الواحد المنان.
واتفق رأى المرابطين على اختيار أبى بكر ابن عمر للرياسة مكان ابن ياسين، وأجمع شيوخ المرابطين على مبايعة أبى بكر, فجمع بين الزعامتين الدينية والسياسية، بينما يؤكد كل من القاضى عياض وابن خلدون أن المرابطين اتفقوا فيما بينهم على تقديم الشيخ سليمان بن حدو، ليرجعوا إليه فى مشاكلهم وقضايا دينهم، وتولَّى القائد الجديد الزعامة بهمة عالية وشجاعة فائقة، واستعداد للتضحية والفداء من أجل إحياء دين الله على منهج النبوة، وطمس المعالم الكفرية للدولة البرغواطية، فأمر بتعبئة جيوشه المجاهدة وخرج لقتال واستئصال الكفر من بلاد المغرب، فأثخن فى جنود الدولة البرغواطية، وفرَّق جموعهم، وكسر شوكتهم، وأعلنوا الطاعة والولاء للدولة المجاهدة الجديدة، ثم قصد أبو بكر مدينة أغمات، فمكث بها حتى شهر صفر سنة (452هـ/ 1060م) ثم تابع سيره فى بلاد المغرب، يفتح البلدان والقرى وحصون الجبال، ففتح سائر بلاد زناتة، وفتح مكناسة، وحاصر مدينة لواتة ودخلها عنوة فى شهر ربيع الثَّانِى سنة 452هـ, ثم عاد إلى أغمات التى اتخذها قاعدة عسكرية للمرابطين ومقرًا للأمير وأخوته، وعندما امتلأت المدينة اتجه أبو بكر إلى اختيار عاصمة جديدة، فوقع على موضع مدينة مراكش الحالية، وشرع فى بنائها، فأتاه رسول

[1] تاريخ المغرب والأندلس، ص (44).
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست