اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 54
الكفرية، وإزالة الظلم والجور والتعسف.
وعملوا على توحيد الديار المغربية وتربيتها على منهج سنى مالكي، ومحاربة المناهج الكفرية، والقضاء على المذاهب البدعية من خوارج ومعتزلة وروافض ومنعها من الانتشار أو أن يكون لها وجود.
د - الشروع فى توحيد المغرب الأقصى:
فى عام 447هـ/ 1055م اجتمع فقهاء سجلماسة ودرعة وكتبوا إلى ابن ياسين يُرغِّبونَه فى الوصول إليهم ليخلص بلادهم مما تعانيه من الحكام الطغاة الظلمة؛ زناتة المغراويين وأميرهم مسعود بن واندين، فجمع ابن ياسين شيوخ قَومه وقرأ عليهم رسالة فقهاء سجلماسة، فأشاروا عليه بمدِّ يد المعونة لهم، وقالوا له: «أيُّها الشيخ الفقيه, هذا ما يلزمنا فَسِرْ بنا على بركة الله» [1].
فخرجت جموع المرابطين فى شهر صفر سنة 447هـ إلى بلاد درعة، فتصدى لهم الأمير مسعود بن واندين بالقتال، وانتهت المعركة بهزيمة المغراويين ومصرع مسعود وتشتت جيشه، وأسرع ابن ياسين بدخول سجلماسة، وأصلح أحوالها، وقدم عليها عاملاً من لمتونة وحامية مرابطية ثم عاد إلى الصحراء» [2].
وفى عام 448هـ/1056م تُوفى الأمير يحيى بن عمر اللمتونى فَعيَّن عبد الله بن ياسين أخاه أبا بكر بن عمر مكانه للقيادة، ثم تأهَّب أبو بكر لغزو بلاد السوس؛ ففى ربيع الثَّانِى سنة 448هـ سار المرابطون صَوْبَ بلاد السوس، واختار أبو بكر بن عمر ابن عمه يوسف بن تاشفين ليتولى القيادة على مقدمة الجيش المرابطي، وكان ذلك أول ظهور ليوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين وقائد مرحلة التَّمكين، وتمكنوا من احتلال اردوانت، وقضوا على الروافض والوثنيين، كما قاتلوا اليهود المنتشرين فى تلك النواحى فأعادوا بذلك تلك المناطق إلى مذهب أهل السنة والجماعة [3].
وسار المرابطون إلى مدينة أغمات، وكان أميرها يومئذٍ لقوط بن يوسف بن على المغراوى وحاصروها, واضطر لقوط إلى الفرار عندما أيقن عبث المقاومة، فخرج يتلمس [1] انظر: موسوعة المغرب العربي (2/ 128). [2] المصدر السابق، (2/ 182). [3] فى المغرب والأندلس، ص (293).
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 54