responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 44
أصول فهمه من أصول المالكية التى كانت ولا زالت ضاربة بجذورها فى قلوب أهالى الشَّمَال الإفريقي، إلاَّ أنه كانت له اجتهاداته الحركية والتنظيمية التى أملتها عليه طبيعة دعوته التى عاشها وتحرك بها، وبذلك نستطيع أن نقولَ عنه بأنَّه فقيه مالكى حركي، ويرى علماء المالكية الذين تتلمذ ابن ياسين على كتبهم وفقههم أن المذهب المالكى له أصول فى الاستنباط واستخراج الأدلة الشرعية ومن هذه الأصول:
المصدر الأول: القرآن الكريم: كان الإمام مالك يرى أن القرآن قد اشتمل على كليات الشريعة، وأنه عمدة الدين، وآية الرسالة، ولم تكن نظرته إليه كنظرة الجدليين، فابتعد عن نظر المتكلمين، هل القرآن لفظ ومعنى, أو معنى فقط، وهو عنده اللفظ والمعنى، كما هو إجماع مَن يعتدُّ بهم من المُسْلِمين، ورُوى أنه كان يقول: إن مَن يقول بأن القرآن مخلوق فهو زنديق يجب قتله، ولذا لم يعتبر الترجمة قرآنا يُتلى تجوز به الصلاة، بل هى تفسير أو وجه من وجوه المعنى المعقول، وهو يأخذ بنص القرآن، وظاهره ومفهومه، ويعتبر العلة التى يأتى التنبيه عليها [1].
إن القرآن الكريم هو المرجعية العليا لابن ياسين وأتباعه وكان موقفهم الإذعان والتسليم لكل ما جاء فيه، وما يتعلق بالعقائد أو العبادات أو الأخلاق أو المعاملات, فالقرآن الكريم لم يفرِّق بينها, فكلُّها تتضمن كلمات الله الهادية إلى أقوم سبيل، الداعية إلى كل هدى ورشد، والمحذِّرة من كل ضلالة وغي، فكان وأتباعه على بينة من ربهم وبصيرة من دينهم؛ فلم تتحير عقولهم أو ترتاب قلوبهم، أو يتردد عزمهم فى أى تصور أو معتقد أو خلق أرشد إليه القرآن، لإيمانهم العميق بقوله تعالى: {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42].
وكان تدبُّرُ ابن ياسين وفقهاء المرابطين للقرآن الكريم معينًا لهم على استنباط الأحكام الشرعية.
قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ} [ص:29] , وقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82]. وقال عز وجل: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].

[1] انظر: تاريخ التشريع، مناع القطان، ص (291).
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست